"أرزة" مارون النقاش.. بنسخة جديدة محقّقة

"أرزة" مارون النقاش.. بنسخة جديدة محقّقة

16 مارس 2020
(بيت مارون النقاش في صيدا)
+ الخط -

يعدّ المسرحي اللبناني مارون النقاش (1817-1855)، أباً ليس فقط للمسرح اللبناني بل للمسرح العربي، والذي أعاده معه إلى لبنان من حياته في إيطاليا عدّة سنوات وسفره إلى فرنسا، فرجع بيروت متأثّراً بما رأى وترجم مسرحية "البخيل" لموليير عام 1848، وعرضها على خشبة أقامها في بيته، ثم أتاحت له السلطات العثمانية تأسيس مسرح حقيقي.

قدّم النقاش مسرحيات "أبو الحسن المغفل" و"هارون الرشيد" و"الحسود السليط" وهي المسرحيات التي ضمنها كتابه "أرزة لبنان"، لكنه سرعان ما بات يتعرّض إلى احتجاجات وانتقادات المحافظين والمتشدّدين دينياً، حتى أنه حوّل المسرح إلى كنيسة قبيل وفاته شاباً.

تجربة النقاش هي موضوع كتاب "المسرح العربي الغنائي: أرزة لبنان، مسرحيات مارون النقاش"، الذي صدر حديثاً عن "منشورات الهيئة العربية للمسرح"، ضمن "سلسلة دراسات"، وهو من تحقيق وشرح ودراسة الكاتب والمخرج المسرحي السوري محمد بري العواني.

الكتاب يتضمّن مسرحيات النقاش الكوميدية الثلاث، ومقدمة شاملة، ودراسة بقلم العوني هي مدخل إلى عمل النقاش، يقول فيها "لقد مر على صدور كتاب "أرزة لبنان" 150 سنة في طبعته الأولى عام 1860 في "المطبعة العمومية" في بيروت، كما مضى على طبعة محمد يوسف نجم عن دار الثقافة فى بيروت عام 1961 سبعة وخمسين عاماً، وهذا يعنى أن الطبعتين قد صارتا في طي النسيان".

ويضيف أنه لضرورة الإحاطة ببدايات تاريخ المسرح العربي وقراءة نصوصه محقّقة ومصحّحة من أخطاء الطباعة الأولى؛ "كان من الضروري العودة إلى هذه النصوص لضبطها وتحقيقها وإخراجها فيي حلّة جديدة، وتقديمها إلى القارئ العربى خالية من الشوائب مع كشف مصادر ومراجع وثقافة مؤلفيها وابتكاراتهم الفنية، لأن ذلك سيساعدنا على تفهم حقيقة ما وصلت إليه الكتابة المسرحية العربية فيما بعد على أيدي كبار كتابها في القرن العشرين".

ويرى الكاتب أن أهمية إعادة نشر مسرحيات النقاش "تكمن في إحياء ريادته البكر، وإفساح الطريق لمن تلاه للمضي قدماً فى طريق التنوير النهضوي منتصف القرن 19، بغضّ النظر عن موقفنا الآن من تلك النصوص كقيمة فنية وأدبية".

يحتوي العمل أيضاً على مقدّمة "أرزة لبنان" التي كتبها نيقولا نقاش (شقيق مارون)، إضافة إلى عدّة ملاحق؛ الأول قائمة بالألحان التى تمّ استعمالها فى مسرحيات نقاش الثلاثة، مع جداول وضعها المخرج نفسسه كما وردت، لتوضع في خدمة الباحثين الذين يشتغلون على اكتشاف أسلوب العرض المسرحي الموسيقي كما أنجزه النقاش.

أما الملحق الثاني فهو نصوص الموشحات الواردة في المسرحيات مرفقة بشرح الكلمات وتصحيح البعض الآخر في الحواشي، إلى جانب لائحة أخيرة تضمّ المصادر والمراجع التي اعتمدها الباحث.

دلالات

المساهمون