مينا ألكسندر.. رحيل في الذاكرة ومنها

مينا ألكسندر.. رحيل في الذاكرة ومنها

26 نوفمبر 2018
(مينا ألكسندر، تصوير: ماريون إتلينغر)
+ الخط -

تُعدّ الشاعرة والكاتبة الهندية الأميركية، مينا ألكسندر (1951 - 2018 )، التي رحلت الأربعاء الماضي في مدينة نيويورك، أحدَ الأسماء البارزة في الشعر الهندي المكتوب بالإنكليزية من جيل الثمانينيات. لكن إصداراتها لم تقتصر على الشعر بل تعدّدت بينه وبين الرواية والدراسات النقدية.

صدرت مجموعتُها الأولى "جذور الحجر" عام 1980، ثم تلتها مجموعات أُخرى مثل: "ألف باب" (1985)، و"مكان الولادة وحجار مدفونة" (2013)، و"تطريز جوّي" (2018). وصدر لها في الرواية: "موسيقى مانهاتن" (1997) و"طريق نامبالي (1991)، إلى جانب دراسات؛ مثل: "شاعرية الانفصال" (2009) و"صدمة الوصول: تأمّلات في التجربة ما بعد الكولونيالية" (1996)، وإصدارات أخرى في النقد الأدبي توقّفت فيها عند مواضيع مرتبطةٍ بالأدب الهندي وأدب المرأة خصوصاً. كما كتبت جزءاً من سيرتها عام 1993 في كتاب حمل عنوان "خط الصدع".

في مدينة "الله أباد" وُلدت ألكسندر وعاشت جزءاً من طفولتها جنوبَ الهند قبل أن تنتقل مع أسرتها إلى الخرطوم حيث كان يعمل والدُها، لتعود مجدّداً إلى بلدها الأمّ وتُدرّس في عددٍ من جامعات دلهي، إلى أن قرّرت الانتقال للعيش في أميركا بشكل نهائي، واضعةً بذلك حدّاً لزمن الترحال الذي وسم حياتها.

في مقال لها بعنوان "الشعر: سؤال البيت"، تقول عن تجربتها مع المكان/ البيت: "المنزل دائماً يكون بعيداً عن متناول اليد، مكاناً حقيقياً ومتخيَّلاً ومتاقاً إليه. ومع ذلك، يُمكن تمييزه دائماً على أنه مكان آخر، مضاء ويتلاشى".

يرتبط المكان عند ألكسندر باللغة؛ إذ تُضيف في المقال نفسه: "افتقاري إلى مكان واحد يمكن أن أسمّيه بيتاً، ولغةٍ أتمسّك بها كلغتي الوحيدة، جعلني أشعر أنّني ضائعة في التعدّدية التي وسمت حياتي، وأن عمقها الكبير والغني يهدّدني".

هذه المسألة ستشّكل واحدةً من أوضح مكوّنات كتابتها وشعرها؛ إذ تحضر عناصر المكان والمنفى والهجرة والعنف السياسي والاجتماعي والتمييز كثيمات كبيرة في كتابتها الأدبية ودراساتها النقدية.

في 2011، شاركت في "احتفالية فلسطين للأدب" (بالفست)، وكتبت عن زيارتها لفلسطين المحتلّة ما يشبه اليوميات القصيرة، سجّلت فيها مشاهداتها، كما كتبت مجموعة من القصائد عن تجربتها في فلسطين ويظهر فيها أثر الاحتلال الإسرائلي على المكان وأهله.

من بين ما كتبته عن تلك التجربة: "وصلنا إلى الخليل في وقت متأخّر عمّا هو مخطّط له. كانت هناك جولة في المدينة المحاصرة، حيث جاء المستوطنون إلى قلب المدينة ودمّروا حياة الفلسطينيّين بشكل فظيع... المدينة القديمة يجري إخلاؤها من سكّانها (...) كنّا نسير في الشارع وفوق رؤوسنا قام المستوطنون الذين عاشوا فوق الشارع برمي القمامة وجميع أنواع النفايات على رؤوس العاملين في المحال. كان هناك جنود في كل مكان، على أسطح المنازل، وفي زوايا الشوارع. فكّرتُ بالطلاب في ورشة العمل بجامعة الخليل. كم كانوا يقظين لموسيقى الشعر. كيف هي حياتهم اليومية"؟

وتصف أمسية القراءات الشعرية في بلدة سلوان بالقدس المحتلة: "كنّا نقرأ، تلك الليلة، في خيمة التضامن. سلوان هي المكان الذي تُهدَم فيه المنازل ويقاوم الناس قدر استطاعتهم. في وقت سابق من ذلك المساء، قام الجيش الإسرائيلي بإلقاء الغاز المسيل للدموع على الخيمة مُحاولاً التخلُّص من الناس. على مقربة من سلوان توقّفت الحافلة. غادرنا الحافلة ومشينا في مجموعة. كانت رائحة الغاز المسيل للدموع في كل مكان. كان الظلام مضاءً بأضواء عدد قليل من الدكاكين".

دلالات

المساهمون