دهوى.. التجارة مع الهند قبل أربعة آلاف عام

دهوى.. التجارة مع الهند قبل أربعة آلاف عام

27 ديسمبر 2017
(من الآثار المكتشفة في دهوى)
+ الخط -

تفسّر الاكتشافات الأثرية المتتالية في شبه الجزيرة العربية أسباب الانقطاعات الحضارية فيها، خاصة قبل حوالي ألفي عام، وهي من أبرز المسائل التي تواجه المؤرّخين والباحثين لفهم العوامل التي أدّت إلى تراجع المراكز الحضارية في الجزيرة وعلاقتها مع بلدان الجوار، وتكوين صورة أشمل وأوضح حولها.

في هذا السياق، أعلن قسم الآثار في "جامعة السلطان قابوس" في مسقط منذ أيام، عن اكتشاف أوانٍ فخارية في الموقع الأثري "دهوى" الذي ينتمي إلى حضارة "أم النار"، بحسب البيان الصحافي للجامعة، وأن هذا الاكتشاف يأتي نتيجة أعمال التنقيبات الأثرية التي قام بها القسم خلال السنوات الأربع الماضية، علماً بأن العمل في هذا الموقع ما يزال قائماً.

دهوى التي تبعد 24 كلم عن مركز ولاية صحم و200 كلم عن العاصمة العُمانية، تنتمي آثارها إلى حضارة أم النار التي يمتدّ تاريخها من 2500 إلى 2000 عاماً قبل الميلاد، أثناء العصر البرونزي، وما يميز الموقع هو الدلالات الأوّلية على علاقاته الخارجية مع بلاد السند التي كانت تُصنع فيها الفخاريات المكتشفة أو جرار التخزين التي صُنعت في حضارة هارابا القائمة آنذاك في بلاد السند.

يقع الموقع المكتشف في منطقة سهل الباطنة الذي شهد أقدم استيطان زراعي على خليج عُمان، ولا تزال المنطقة إلى اليوم الأكثر كثافة سكانية في البلاد، كما توثّق للعلاقات التجارية مع الشرق انطلاقاً من سواحلها.

يُعتقد أن مكان تصنيع الأواني الفخارية التي عثر عليها في دهوى يقع في المنطقة الوسطى من وادي السند في باكستان وتحديداً في منطقة موهنجودارو، حيث عثر فيها علماء الآثار هناك على أكبر مدينة في العالم تعود للعصر البرونزي المبكر (2500-2000 ق.م).

كما يلفت علماء الآثار إلى أنه تم استخدام تلك الأواني الفخارية لنقل بعض المنتجات من وادي السند، بواسطة القوارب الصغيرة عبر نهر السند إلى شواطئ بحر العرب، وكان يتم نقلها بالقوارب الأكبر إلى أحد الموانئ القريبة، وبعد ذلك كان يتم حملها على الأكتاف لمسافة 24 كيلومتراً باتجاه الداخل على حواف جبال الحجر إلى منطقة دهوى.

يشير التواجد الكثيف لفخار بلاد السند في دهوى، على قوة النشاط التجاري الكبير الذي كان سائداً خلال العصر البرونزي المبكر بين الجزيرة العربية والهند، ولم يجر التعرف حتى الآن على طبيعة المواد التي كان يتم استيرادها من هناك وكانت تنقل خصيصاً في تلك الأواني.

المساهمون