"تذكار" جيمس ناشتوي: فوتوغرافي معادٍ للحرب

"تذكار" جيمس ناشتوي: فوتوغرافي معادٍ للحرب

09 يوليو 2018
(كابول عام 1996، من المعرض)
+ الخط -

لو أراد أحدهم إيجاز ما حدث من حروب وكوارث طبيعية في الربع الأخير من القرن الماضي، ماذا سيكتب أو يصوّر أو يرسم؟ "الجحيم" عنوان الكتاب الذي أصدره الصحافي والفوتوغرافي الأميركي جيمس ناشتوي (1948) ووثّق في حوالي 380 صورة الصراعات والعنف في أكثر من بلدٍ حول العالم.

يشير الناقد لوك سانتي في تقديمه الكتاب إلى أن ناشتوي "لم ينقل كمصوّر حربي أبشع ما يمكن تصوره من مناظر على جبهات القتال، بل كان يلتقط لحظات المعاناة والخوق ويبحث بين القتلى والمشوهين عن التعبيرات التي سبقت موتهم أو إصابتهم، كمصوّر معادٍ للحرب".

في معرضه الجديد "تذكار" الذي يتواصل في "البيت الأوروبي للتصوير الفوتوغرافي" في باريس حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، يعرض سبع عشرة مجموعة تتناول عدّة صراعات شهدها طوال نصف قرن مضى، حيث تصوّر أحداث المعارك وتداعياتها من انتهاكات ومآسي.

يشير بيان المعرض إلى أن "الفنان لا يتوقف أبداً عن تصوير الألم والظلم والعنف والموت، وحتى لا يتم نسيان المعاناة الإنسانية أبداً، فإنه يخلق صوراً تعبّر عن كل وسائل النضال والمقاومة التي يبديها الإنسان في مواجهة ذلك مع تقديمها بتأثيرات تأثيرات سينمائية".

من المعرضيقول ناشتوي "كنت شاهداً. شاهداً على هؤلاء الذين اقتيدوا من بيوتهم وعائلاتهم.. وما لحق بهم من تمييز، ومع ذلك، لم يتم أخذ شيء واحد منهم؛ الكرامة، هذا العنصر غير القابل للاختزال لدى الإنسان. هذه الصور هي شهادتي".

يلتقط الفوتوغرافي الأميركي مشاهد من حرب البوسنة حيث يصورّ هناك قناصاً يستهدف المارة من خلال نافذته في مدينة موستار، والمجاعة في دارفور شرق السودان، والمرضى المصابين بمرض السل في فيتنام، وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000 – 2005)، وغيرها من الصراعات في السلفادور، وإندونيسيا، والصومال، ورواندا، وأفغانستان ونيبال، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة، وأخيراً حول المهاجرين في أوروبا.

في العراق، تعكس صوره حجم الوحشية التي تعرض إليها المدنيون العراقيون، وهم يعيشون الحروب التي قامت على ذرائع مفبركة وتدمّر بسببها بلدهم، وفي المرحلة التي سبقت انهيار الحكم الشيوعي في رومانيا يصوّر عائلات اضطرت بسبب عجزها عن إطعام صغارها إلى التخلي عنهم وإلقائهم في الشوارع.

المساهمون