"العراق القديم: اكشافات جديدة".. معرض متجوّل

"العراق القديم: اكشافات جديدة".. معرض متجوّل

03 فبراير 2020
(نصف تمثال الملك غوديا)
+ الخط -

ثمانون قطعة أثرية نادرة من حضارات العراق القديم، أعلن "المتحف البريطاني" في لندن نيّته عرضها في تظاهرة تنطلق في آذار/ مارس المقبل وتتواصل حتى نهاية العام، ويتنقل المعرض الذي يأتي تحت عنوان "العراق القديم: اكتشافات حديثة" بين عدّة متاحف في مناطق مختلفة من بريطانيا مثل "متحف غريت نورث"، و"متحف نوتنغهام".

يسلّط المعرض الضوء بشكل خاص على نتائج مشروع "مخطط العراق" الذي طوّره المتحف عام 2015 بالتعاون مع آثاريين عراقيين بهدف إعادة إعمار وترميم الآثار التي دمّرها "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) في سنوات الحرب، وخُصّصت له ميزانية تقدر بـ 2.9 مليون جنيه إسترليني.

درّب القائمون على المشروع خمسين آثارياً عراقياً على عمليات الترميم ومجموعة واسعة من تقنيات الاسترجاع والإنقاذ للقطع الأثرية، ونُفّذ على ثلاث مراحل الأولى كانت فترة تدريبية في المتحف، ثم في موقعين أثريين تمّ اختيارهما خصيصاً في مناطق العراق بهدف إكمال التدريب في جميع جوانب العمل الميداني الأثري؛ ويشمل ذلك المسح والتوثيق الجيوفيزيائي والجيولوجي ومنهجيات التنقيب المعقدة.

المعرض يتناول نتائج مشروعي العمل الميداني للمخطط في مدينتي جيرسو السومرية (تُعرف بتل تيلوه اليوم)، ودربند القديمة والأبحاث الأثرية في هاتين المدينتين التي يعود تاريخهما إلى حوالي 4000 عام.

يشمل المعرض تمثالاً للملك غوديا أحد أشهر ملوك السومريين لسلالة لكش التي كانت تحكم جنوب بلاد وادي الرافدين، ويرجع تاريخ التمثال إلى حوالي 2130 قبل الميلاد، وتمّ شراؤه من قبل المتحف في الثلاثينيات، وفقاً لبيان المتحف.

ظلّ معبد الملك غوديا غير مكتشف، حتى عام 2015، حيث عُثر عليه ضمن مشروع "مخطط العراق"، خلال زيارة الموقع اكتشف فريق من علماء الآثار المتدربين ليس فقط موقع معبد الملك الذي يبلغ عمره 4000 عام، ولكن أيضاً مخبز مرتبط بالمعبد حيث كان يتمّ إنتاج كميات هائلة من الخبز وتقدّم لتماثيل الملك.

وقد ظلّ تمثال غوديا أشبه بلغز بسبب النقوش التي عليه، وأطلق عليها "الرمز السحري"، وقد فكّ طلاسم هذا الرمز العام الماضي عالم الآثار البريطاني سباستيان راي.

كما تُعرض بعض المكتشفات الجديدة مثل مجموعة من الأقماع المنقوشة، والتعاويذ، والحلي، ولأن عرضها خارج العراق محظور سيتمّ تمثيلها عبر الصور الفوتوغرافية وإعادة البناء من خلال الفيديو، إلى جانب مجموعة مقتنيات المتحف من الآثار العراقية التي نُقلت إليه في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات العشرين.

يتناول الجزء الأخير من المعرض التدمير الأخير للتراث الثقافي للعراق على يد داعش، بهدف تقييم وتوثيق مواقع التراث الثقافي التي تضرّرت أو دُمّرت، حيث تُظهر الاكتشافات الجديدة العديدة التي أُجريت في كلا الموقعين خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما كان مجهولاً من التراث الثقافي للعراق.

المساهمون