ميرثي رودوريدا: تبعات حب لا نفهمه

ميرثي رودوريدا: تبعات حب لا نفهمه

15 يوليو 2015
رسم حائطي لـ رودوريدا في برشلونة
+ الخط -

كانت الطبعة الأولى لهذه الرواية بالعربية قد صدرت عام 1995 عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" تحت عنوان آخر "سيدة الحمام".

يقول طلعت شاهين، في حديثه لـ "العربي الجديد"، حول تحويره للعنوان الأول: "في الحقيقة، لقد عدنا في هذه الطبعة إلى العنوان الأصلي الذي قدّرنا بأنه غامض لدى القارئ العربي في طبعة 1995". وساحة الماس هو اسم الساحة التي تذهب إليها البطلة لممارسة هوايتها الوحيدة في مداعبة الحمام.

تدور أحداث الرواية حول شخصية فتاة اسمها ناتاليا، تغيّر اسمها إلى كولوميتا (الحمامة باللغة الكاتالونية) إرضاء لحبيبها. تمثل ناتاليا الفتاة والمرأة الإسبانية التي تعيش صعوبات عاطفية وحياتية إبّان الحرب الأهلية الإسبانية.

من هنا، تعدّ "ساحة الماس" نموذجاً من أدب الحرب. لكننا في هذه الرواية لا نشاهد الحرب مباشرة، وإنما نتعامل معها من خلال امرأة بسيطة، تواجه الحياة وزوجها في جبهة القتال في حرب يؤمن هو بجدواها، بينما لا ترى من جهتها ذلك.

طوال الرواية، لا تعترضنا المدافع ولا نعرف شيئاً عن القتلى سوى من خلال مقاطع قليلة يقصُّ فيها الزوج ما يحدث. يتسلط الضوء بالخصوص على المعاناة التي تواجهها امرأة بسيطة، وهي تواجه حياة صعبة ناتجة عن حرب غير مفهومة بالنسبة لها، لكنها تقوم بواجبها تجاه أطفالها، وتحاول حمايتهم وهي تنتظر الزوج الغائب.

يقول شاهين عن الشخصية الرئيسية في الرواية: "ناتاليا كانت فتاة عادية تركت أمرها لذلك الفتى الذي التقته صدفة وأحبّته ثم تزوّجته، دون أن تلاحظ في البداية طباعه المتقلبة. كان الحب دليل قلبها، ذهب الزوج إلى الحرب واستمرّت هي في العمل، واجهت كل نتائج الحرب بكل ما تحمله من متاعب ومصاعب بالنسبة لامرأة بسيطة". ويعقّب: "البطلة ترمز للمرأة الإسبانية التي عاشت الحرب بكل ما تحمله من مأساة".

تعدّ المؤلفة ميرثي رودوريدا (1909-1983) من أبرز أسماء جيل ما بعد الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، وقد تُرجمت أعمالها إلى قرابة خمس عشرة لغة، وهي بذلك من أكثر الكتّاب الإسبان انتشاراً خارج حدودها، وربما استفادت من سنوات المنفى التي عاشتها في فرنسا وسويسرا زمن حكم الجنرال فرانكو.

لعل أبرز أعمال رودوريدا مجموعتها القصصية، "كريستينين"، إلى جانب روايات مثل "ألامو" و"حديقة إلى جوار البحر" و"مرآة مكسورة". بعض هذه الأعمال نُقلت إلى الشاشة، ومن بينها رواية "ساحة الماس".

يرى شاهين، المقيم في إسبانيا، أن "رواية الكتّاب الإسبان لا تقل أهمية عن الرواية الآتية من أميركا اللاتينية والتي تحتل معظم بقعة الضوء الموجهة للأدب المكتوب باللغة الإسبانية". ويضيف: "يحتاج القارئ العربي أن يتعرّف اليوم على كتّاب إسبان، مثل كاباييرو بونالد وخوسيه ثيلا وبيو باروخا وغيرهم من كتاب الرواية المعاصرين".

المساهمون