متحف ابن خلدون.. قرار برسم التنفيذ

متحف ابن خلدون.. قرار برسم التنفيذ

20 نوفمبر 2017
(مدخل بيت ابن خلدون في تونس العتيقة)
+ الخط -
بعد تجاهل وإهمال ترميم منزل صاحب "المقدمة" عقوداً عديدة، أعلنت وزارة الشؤون الثقافية في تونس مؤخراً عن تحويلها دار المؤرّخ وعالم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون (1322 – 1406) إلى متحف يحتوي جميع المراجع والكتب والصور ومقتنياته الشخصية.

لم تحدّد الوزارة بعد عن المبلغ المرصود للمشروع ومخطط وآليات تنفيذه وأيضاً موعد افتتاحه في انتظار إقرار ميزانيتها للعام المقبل، لكنها قرّرت أخيراً أن تتولّى مسؤوليتها عن البيت الذي ظلّ مهملاً وكان قد اتخذه "المعهد الوطني للتراث" مقرّاً لحفظ أرشيفه والخريطة الوطنية للمعالم والمواقع الأثرية.

المنزل الذي صنّفته "اليونسكو" كمعلم تاريخي، شيّد في القرن الرابع عشر ولا يزال طابقاه متماسكين، ويقع في منطقة نهج "تربة الباي" في تونس العتيقة، التي استقرّت فيها العديد من العائلات الأندلسية في العهد الحفصي، بقرب الكتّاب الذي درس فيه ابن خلدون القرآن والعلوم الأساسية.

يمثّل البيت طراز البناء الأندلسي يطل على جهة الشرق، وله بوابة خارجية مستطيلة الشكل مكّونة من قسمين بحلقتين كبيرتين، تدخل منها باتجاه أول سقيفة على يسارها درج طويل مزخرف الجدران يؤدي إلى الطابق العلوي، وعلى الجهة المقابلة باب يوصل إلى سقيفة ثانية ثمّ ثالثة كلها مربعة الشكل تفضي إلى وسط البيت.

من الداخلصحن الدار الذي يتوسّط البناء يشكّل فضاءً مربعاً مكشوفاً، حيطانه مكسوة بالخزف المزخرف على شكل لوحات حائطية تفصل بين أبواب الغرف الثماني الخشبية الخضراء، وشبابيكها الستّة التي تفتح كلها على الداخل أي على الصحن وذلك للتهوية والإضاءة.

في هذا المكان نشأ ابن خلدون وعاش حتى بلغ العشرين، وشدّ رحاله إلى مدينة فاس المغربية طلباً للعلم والدراسة، وقضى أغلب مراحل حياته متنقلاً بين حواضر المغرب العربي، حيث كتب الجزء الأول من "المقدمة" في قلعة أولاد سلامة في الجزائر، كما عمل بالتدريس في جامع الزيتونة في تونس، وفي المغرب مدرساً في "جامعة القرويين" ولا يزال بيته موجوداً بقربها.

انتقل ابن خلدون بعد ذلك إلى القاهرة حيث درّس في الجامع الأزهر والمدرسة الظاهرية، واستقر هناك حتى رحيله، إلا أن موقع قبره في مصر غير معروف إلى الآن.

دلالات

المساهمون