"جغرافية أقاليم العراق": وحدة التنوّع وتأثيراته

"جغرافية أقاليم العراق": وحدة التنوع وتأثيراته

16 سبتمبر 2019
(نهر دجلة بالقرب من مدينة الكوت العراقية، أرشيف غيتي)
+ الخط -

لا يزال كتاب "شخصية مصر" بأجزائه الأربعة للمفكر المصري جمال حمدان (1928- 1993) يحظى باهتمام إلى اليوم، نظراً إلى أن مؤلّفه مزج بين تخصّصه كجغرافي وبين معارف أخرى مثل التاريخ والسياسة والعلوم الطبيعية والإنسانية.

شكّل الكتاب محاولة لفهم ما مرّت به مصر على مدى آلاف السنين وانعكاسه على مجتمعها وثقافتها، لم تظهر أطروحة متشابهة في بلدان عربية أخرى، ربما لأن هاجس صاحبه المتمثل باستعادة دور حضاري لبلاده قاده إلى قراءة تاريخية لتضاريس النهر (النيل الذي تحيط به الصحراء).

ضمن سلسلة "دراسات"، صدر عن "دار الشؤون الثقافية" في بغداد كتاب "جغرافية أقاليم العراق التضاريسية.. دراسة في التباين المكاني" للباحث والأكاديمي سالار علي خضر الدزيي، الذي وضع عدّة دراسات في مجاله منها "التغيرات الجغرافية في أهوار العراق"، و"مناخ العراق في كتب الجغرافيين"، و"الآراء والمعتقدات والتسميات الشعبية في مناخ العراق".

توضّح مقدّمة الكتاب أن "الجغرافيا تتميّز عن باقي العلوم أنها تجمع ما بين علوم الجيولوجيا والتاريخ والمناخ والأحياء والسكان والاقتصاد وغيرها من العلوم الإنسانية والعلمية، لكي تنتج علماً شمولياً ما بين التخصّص الإنساني والعلمي في آن واحد".

وتشير إلى أن "الفكر الجغرافي هو فكر ديناميكي "حركي" يبحث في كل زمان ومكان لوصول الى هدفه في الوصف والتحليل والتفسير للحيز الأرضي كما يسمه علماء الجغرافية بالمكان الذي هو ميدان الجغرافية"، كما ينبّه الدزيي إلى أن جغرافية العراق مرنة من الناحية الإقليمية، إذ يمكن تقسيمها إلى أقاليم تضاريسية، وأقاليم جيولوجية، وأقاليم مناخية وأقاليم النباتات الطبيعية وغيرها.

يتألّف الكتاب من ستة فصول، احتوى على أربع وتسعين خارطة وواحد وعشرين شكلاً وأربعة مخططات وعشرة جداول، واهتم الفصل الأول بالجغرافية العامة للعراق التي تتكوّن من أربع مناطق رئيسية هي الصحراء غربي الفرات، وبلاد ما بين النهريين، وجبال كردستان شمالي العراق، والسهل الرسوبي الممتد في جنوبه.

يركّز الفصل الثاني على أقاليم السطح والمناخ والمعطيات المتعلقة بمعدلات سقوط الأمطار ودرجات الحرارة والرطوبة وتأثيرها على حياة الإنسان، أما الفصل الثالث فخُصّص لجيومورفولوجية أقاليم سطح العراق ويوضح كيفية تشكل الأحواض المائية والأهوار.

يُعنى الفصل الرابع بالتربة وخصائصها وأصنافها بحسب قابليتها للإنتاجية والنبات الطبيعي وأنواعه وكثافته وتوزيعه مناطقياً في العراق، كما يتناول الفصل الخامس "أنهار العراق.. الماضي والحاضر" ويدرس الفصل المسطحات المائية في العراق.

المساهمون