"لقطة لماضي إيران": فوتوغرافيا الهوية والحرب والهجرة

"لقطة لماضي إيران": فوتوغرافيا الهوية والحرب والهجرة

26 ديسمبر 2019
(آرمان ستيبانيان، من المعرض)
+ الخط -


شهد العام الحالي عدّة تظاهرات أدبية ومعارض تشكيلية وندوات ومحاضرات وإصدارات جديدة بمناسبة مرور أربعين عاماً على "الثورة الإسلامية" في إيران. بعض هذه التظاهرات أخذ طابعاً نقدياً لواقع البلاد، وعبرها عاد إلى تاريخ ما قبل الثورة.

من ذلك المعرض المقام حالياً في "متحف بيرغامون" ببرلين، تحت عنوان "لقطة لماضي إيران"، ويتواصل حتى 26 كانون الثاني/ يناير المقبل، ويتضمّن أربع سلاسل فوتوغرافية وتجهيزاً من المرايا، حيث تشكّل محتوياته تأمُّلاً نقدياً في ماضي البلاد وتطوّراته السياسية والاجتماعية ويربطاها بالوقت الحاضر.

تُوظّف الأعمال الفوتوغرافية وسائل مختلفة بهدف استعادة مكوّنات الهوية في الماضي، وتدعو إلى التساؤل عن سبل التكييف التاريخي للهويات العائلية والاجتماعية والثقافية والوطنية، حيث يقدّم المعرض أعمالاً مختارة تدخل في حوار مع أشياء تاريخية من مقتنيات "متحف كونست للفن الإسلامي".

من خلال عرض وجهات نظر مختلفة، يُعالج أربعة فنّانين فوتوغرافيّين من أصل إيراني الشرط التاريخي للحداثة الإيرانية، فتتعامل صورهم مع الماضي كرقاقة يتفحّصونها للمقارنة والمساءلة والتشكيك على عدّة مستويات من خلال الاستعارات والرموز والاعتماد عليها للإدلاء ببيانات حول الحاضر.

يستخدم هؤلاء الفنّانون استراتيجيات بصرية مختلفة مع الإشارة إلى ماضٍ متنوّع يمتد إطاره الزمني من بدايات التصوير الفوتوغرافي في إيران عام 1842 وحتى الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988).

تعمل شادي غديريان على استعادة صور الاستوديوهات من فترة أسرة القاجار (1779 - 1925) مع إضافة عنصر معاصر إليها. ومن خلال الجمع بين آثار الماضي والحاضر تلتفت الفنّانة إلى التقاليد التي أثرت على الحياة اليوم. أمّا في مجموعتها "نيل نيل" (2008)، فتعود إلى الحرب الإيرانية العراقية من خلال أشياء كانت مخبّأة أثناء الحرب، ورغم انتهاء الحرب عام 1988، إلا أن غديريان تشير في صورها إلى التروما التي ما زال لها تأثير على نفسية كلّ من جرّب الحرب.

بدوره، يحضر الفنّان آرمان ستيبانيان من خلال سلسلتين فوتوغرافيتين؛ الأولى "شواهد القبور" والثانية "أجراس الباب"، ويعود فيهما أيضاً إلى القاجاريين ثم البهلويين في أعمال تستكشف الظروف التي قادت إلى لحظة 1979.

في حين يشارك الفنان نجف شكري بمجموعتين؛ الأولى "إيراندخت" والثانية "جمعية تسجيل الرجال الإيرانيين"، وفيهما يفحص صور جوازات السفر التي كانت تستخدم لوثائق الهوية الإيرانية خلال عهد الأسرة البهلوية.

أمّا التجهيز الوحيد في المعرض فهو للفنانة ترانه همامي، وقد أطلقت عليه اسم "صالة الانعكاسات"، وفيه حوّلت صور ورسائل المهاجرين الإيرانيّين في الولايات المتّحدة إلى مجموعات من المرايا. تقارب همامي في تجهيزها ألم الاقتلاع الثقافي والحضاري الناتج عن الهجرة/ المنفى، بالإضافة إلى الخسارة التي يشعر بها المنفيون إزاء مكان مفقود أصبح الآن شيئاً من الماضي.

دلالات

المساهمون