"كتارا للرواية العربية": سخاء بلا مفاجآت

"كتارا للرواية العربية": سخاء بلا مفاجآت

14 أكتوبر 2016
(من حفل إعلان الجوائز)
+ الخط -

بإعلان نتائجها، مساء أوّل أمس الأربعاء في الدوحة، تكون "جائزة كتارا للرواية العربية" قد اجتازت حاجز الدورة الثانية، معزّزةً حضورها، في المشهد الأدبي العربي، كأكبر جائزة عربية مخصّصة للرواية من حيث القيمة المالية لجوائزها، إضافة إلى الإقبال اللافت من الكتّاب العرب على المشاركة فيها؛ حيثُ تجاوز عدد الترشيحات في هذه الدورة ألف عمل، بزيادة كبيرة عن الدورة الأولى التي شارك فيها 711 عملاً روائياً.

ويبدو أن الجائزة، التي أطلقتها "المؤسّسة العامة للحي الثقافي - كتارا" في الدوحة عام 2014، تسعى إلى الانفتاح على أشكال سردية مختلفة بشكل تدريجي؛ فبينما أُضيفت فئة النقد والدراسات الأدبية ابتداءً من الدورة الثانية، أُضيفت فئة روايات الفتيان (المنشورة وغير المنشورة) إلى الجائزة، ابتداءً من الدورة الثالثة التي يتواصل استقبال الترشيحات إليها حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

ما يُحسب للجائزة أنّها لا تتوقّف عند توزيع الجوائز المادية بل تتابع الأعمال الفائزة، خصوصاً من خلال ترجمتها إلى لغات عالمية كالفرنسية والإنكليزية وتحويل بعضها إلى أعمال سينمائية.
لكن، من جهة أخرى، يحسب عليها تكريسها لأسماء مكرّسة أصلاً بحيث بدت مجموعة من الأسماء الفائزة كأنها معروفة مسبقة لكون مجموعة من فائزيها بين الأكثر حضوراً في العلاقات العامة للحياة الثقافية العربية ودوائرها الرسمية وبعضهم الآخر من رواد الجوائز أكثر من كونهم أصحاب مقروئية ومتابعة من جمهور الرواية.

من جهة أخرى بدا الإعلان عن الجائزة شبيهاً بمفاجأة لم يسبقها تشويق، لعدم التسلسل في إعلان الفائزين من خلال قائمة طويلة وقصيرة، وأيضاً عدم إعلان لجان تحكيمها، وتوزّعها بين مجموعةٍ كبيرة من الفائزين في كلّ فئة، الأمر الذي يقلل من فرادة الفوز. فلننظر هنا إلى حصيلة الفائزين التي تجعل الفوز كأنه فوز جماعي بما يشي بنزعة إرضاء لدى محكمي الجائزة والقائمين عليها.

خمسة عشر فائزاً في الدورة الثانية من "كتارا للرواية العربية" يبدو رقماً كبيراً لجائزة أدبية بحيث يصعب تذكّر كل الفائزين فيها أو الانتباه إلى تراتبية الفوز. المصري ناصر عراق والسوداني علي أحمد الرفاعي، عادت إليهما أبرز جائزتين؛ الأوّل عن روايته "الأزبكية" التي اختيرت كأفضل رواية منشورة قابلة للتحويل إلى عمل درامي وقيمة جائزتها مئتا ألف دولار أميركي، والثاني عن "جينات عائلة ميرو" كأفضل رواية غير منشورة قابلة للتحويل إلى عمل درامي، وتبلغ قيمتها مئة ألف دولار.

في فئة الرواية المنشورة عادت الجوائز إلى كلّ من ناصر عراق عن الرواية نفسها، واللبناني إلياس خوري عن "أولاد الغيتو"، والفلسطينيين إبراهيم نصر الله عن "أرواح كيلمنجارو" ويحيى يخلف عن "راكب الريح"، واللبنانية إيمان حميدان عن "خمسون غراماً من الجنة"، بينما عادت في فئة الرواية غير المنشورة، إلى علي أحمد الرفاعي عن الرواية ذاتها، وسالمي الناصر عن "الألسنة الزرقاء"، والعراقي سعد محمد رحيم عن "ظلّا جسد.. ضفاف الرغبة"، واليمني محمد الغربي عمران عن "ملكة جبال العالية"، والمغربي مصطفى الحمداوي عن "ظل الأميرة". أمّا في فئة النقد الروائي والدراسات، فعادت الجوائز الخمس إلى كلّ من إبراهيم الحجري، وحسن المودن، وحسام سفان، وزهور كرام، ومحمد أبو عزة.

بعد ما سبق هل يمكن القول إن "كتارا" تمكنت من إظهار سخائها بحجم الجائزة ومبالغها الكبيرة، لكن ما زال أمامها الكثير قبل الوصول إلى مستوى رفيع لا غنى عنه للجوائز، التي تريد أن تعيش طويلاً وأن تؤثر في الحياة العربية تأثيراً نوعياً؟

دلالات

المساهمون