ذاكرة أب

ذاكرة أب

09 فبراير 2017
إيتيل عدنان / لبنان
+ الخط -
"وادعا مثل طائر يرى كل شيء، في طيرانه، ويحتفظ في قلبه أثناء تحليقه في السماء بالضمير الذي لن يغفر أبدا". بيير باولو بازوليني

(إلى جمال عمراني)

ذاكرة أب
تسكن أعماق عزلاتي،
وعزلات رامبو
بساقه المتعفنة
والمبتورة
منذ لحظة التخلق.

سيقان وأقبية.
متعفنة
من أجل الإجهاز على الشعراء، الذين،
كما روح جون سيناك،
لا يكفون عن معاشرتي

بهذا علينا أن نخلق
وبهذا نولد
ليس المنيّ المهرق
في الجسد وفي الظل.

بهدوء، تجلس ركبة
على طية الحياة
ثم يرتسم الرأس والجسد جميعاً
في انحناءة غير كاملة
من هذا الرجل النمر
المتأهب على خط الانطلاق،
ذاهًبا كي يعانق الأفق.
إنها الروح
المحلّقة
تنشد ذاكرة التوحد والنسيان،
تظن أنها تتطهر
تحت أنواء الرعود
والدم.

ذاكرة لظهرك
الواهن المتعب الفقرات
الذي لم تبرحه أثقال الرصاص

ها أنت تنحني
أمام الأحذية
الثقيلة السوداء

تنحني أمام
ساقيك بتبّانهما القصير،
هاربتين من المعلّم
الهائج والفظ.

ها أنت تنحني
أمام "جرجرة" أمك
بدموع الحداد،
تلك التي نخبئها خلف
الزجاج الموصد المتسخ
الوداعات التي لا نرغب فيها،
التي لا نُحسنها دوماً
تلك التي ستظلّ
تنتزعها
من جينيالوجيا
كلماتي.

* شاعرة جزائرية

** ترجمة عن الفرنسية: أحمد عبد الكريم

المساهمون