القيد والظلّ والأماني

القيد والظلّ والأماني

10 اغسطس 2019
مقطع من عمل لـ باسيتا أباد/ الفيلبين
+ الخط -

(عن جلال الدين الرومي)


القيد

القيد بيد اليقظة القيد بيد النهار
لا قيد ولا سجّان في ليل
لا حاكم ولا محكوم في ليل
لا سلطان ولا رعية في ليل
حين تسقطُ على أرض الزنزانة
من جسد القيد آخرُ زفرة،
لن يرى السجّانُ إلا قيداً ملقى
النوم ساحة تستريح فيها الكائنات
النوم بستان تسرح فيه الكائنات
ماذا يفعل الجالس عند النافذة؟
يحدّق في الشجرة العالية
يحاول أن يفهم صفير الطائر
وقلق الأوراق الجديدة
لكن الجالس عند النافذة
بلا عينين
بلا يدين
بلا أذنين
فقط حزمة أغان خرساء
فقط حجر ملقى على الطريق.


■ ■ ■


الظلّ

خذ قبضة من ظلّ نفسك،
هل امتلأت قبضتك بشيء؟
لا تجعل بينك وبين الظلّ شيئاً
يتفتّت الخيال كما يتفتّت ظلّ في قبضة يد
دعه ينهض من نهاره إلى ليله
لا تثقل كتفيه بأحلامك
ولا تكن الظلّ
الظلّ يؤدي إلى شمس
قد تكون شمسكَ
وقد تكون شمساً لظلّ قديم
هذه شمس الخيبة الكبرى
صه صه
لا تقضِ عمرك تسكبُ الظلال


■ ■ ■


الأماني

لو شئت خلطتُ لكم
الأعلى بالأدنى، السماءَ بالأرض، الماءَ بالنار،
الريحَ بالعشب، النورَ بالظلمة
لو شئتُ فرّقتكم في البراري كالخيل
وجعلتُ وقتَكم حصباءَ في ريح
لو شئتُ علّقتُ أمانيكم على سعف النخل
أمانيَ تنقرها الطيرُ
هذه أمانيكم
لكم أن ترفعوها مكاناً عليّاً
أو تخفوها في أفواه الشياطين والجن
هذه أمانيكم التي فرّقت بينكم
هل تتبعونني إلى موتكم؟


* شاعر ليبي مقيم في النرويج

المساهمون