"الحب والحب العذري": زينة السعيد مستلهمةًَ كتاب العظم

"الحب والحب العذري": زينة السعيد تستلهم كتاب العظم

29 فبراير 2020
(مقطع من إحدى لوحات المعرض)
+ الخط -

مجنون ليلى، عنتر وعبلة، كليوباترا وأنطونيو، قصص حب أسطورية يجري تناقلها من جيل إلى جيل منذ آلاف السنين، قصص ترفض الموت، وأصبحت رموزاً ونماذج متأصلة في شبكة الوعي الإنساني عن الحب وصورته المثالية.

شكّلت هذه القصص وغيرها مما أصبح مكرساً في ثقافات العالم هوية مثالية للإنسان في حالة الحب، وكثيراً ما وُصفت بأنها تمثل الحب الخالد والصادق والحقيقي، وكأن المأساة شرط الصدق في الحب.

الفنانة العراقية زينة السعيد (1978) تقارب الحب كموضوع بصري من خلال معرضها "الحب والحب العذري" الذي يُفتَتح عند السابعة من مساء اليوم في "غاليري Q0de" بعمّان.

تستند السعيد في سلسلة الأعمال التي تقدمها هنا إلى كتاب المفكر السوري صادق جلال العظم "الحب والحب العذري"، والذي عاد فيه إلى دراسة صورة العشّاق العذريّين، ليصحّح الكثير مما أضافه التناقل التاريخي عليها من هالة ملائكية، كما يفكّر في تعقيدات الحب وعنف الحالة العاطفية إلى جانب امتدادها واستمراريتها.

وإن كان العظم يحلّل حالات الحب المختلفة، ويتناول عظمة الحب الأسطوري القائم على المأساة والشوق والموت والحسرة، فإن السعيد تحاول مقاربة هذه الحالات من خلال أعمالها الفنية.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تقارب فيها السعيد الأساطير، فمنذ معرضها الأول في 2011، وهي تأخذ من تاريخ الثقافة العربية وتراثها موضوعاً، ومن أبرز تجاربها في هذا السياق تلك التي قدمتها في 2016 بعنوان "ذكريات"، وفي 2017 بعنوان "أبطال وأساطير".

لا يخفى تأثر أعمال الفنّانة العراقية بفنون شرقية مختلفة؛ فارسية وهندية وصينية وصولاً إلى الأندلسية، فمكونات لوحاتها متعددة الهويات والمصادر والخلفيات، لا سيما في الألوان والنقوش والرموز وحتى في استخدام فكرة الأيقونة البيزنطية، إلى جانب استخدامها تقنية الطباعة الرقمية والغرافيك والكولاج.

المساهمون