فرقة "شمس" تفتح أبواباً مغلقة

فرقة "شمس" تفتح أبواباً مغلقة

12 ابريل 2015
+ الخط -

عام 1980، هزّ الفنان كيخسرو بورناظري تقاليد الموسيقى الإيرانية بتأسيسه "شمس"، أول فرقة موسيقية فارسية تلعب فيها آلة الطنبور الكردية دوراً طاغياً. الآلة التي ترتبط تقليدياً بالشعر الصوفي والموسيقى الكردية، وتتميّز بأصواتها الرقيقة، عزف بورناظري عليها مقطوعات كلاسيكية بأسلوبٍ مبتكَر، وأخرى صوفية يتخللها إنشاد أبيات شعرية لجلال الدين الرومي وشعراء متصوّفين آخرين.

في الأصل، أسّس بورناظري فرقة "شمس" بهدف إعادة إحياء فن آلة الطنبور القديم، من خلال مقطوعات تتحاور داخلها هذه الآلة مع آلات تقليدية أخرى، كالدّف والتار والسيتار والعود. ومنذ فترة قصيرة، التحق بالموسيقي ولداه سهراب وتهمورس، مشكّلين ثلاثياً متكاملاً على مستويي العزف والإنشاد معاً، يرافقهم حسين رضايي على الدّف وخورشيد دادبه على الطنبور.

في مناسبة إحياء فرقة "شمس" حفلةً موسيقية، مساء غد، على "مسرح المدينة" في باريس، التقت "العربي الجديد" ببورناظري وسألته عن المراحل التي قطعتها فرقته منذ تأسيسها، فأجاب:

"حين أسّستُ فرقة "شمس" منذ 35 عاماً، كانت الموسيقى الإيرانية تعيش حالة ثبات، وبالتالي كان لا بد من فعل شيء ما. اخترتُ الطنبور لأنه آلة روحية تسمح بفتح أبوابٍ مغلقة. في البداية، عزفت الفرقة خصوصاً خارج إيران، لكن تدريجياً، عدنا إلى وطننا وتابعنا مشروعنا فيه، فأدخلنا الطنبور إلى مناطق كانت تجهله أو بالكاد تعرفه. ولأن الإنشاد في مقطوعاتنا كان يؤدّيه المغني الكردي الإيراني المعروف شهرام ناظري (1951)، أخذت الآلة المذكورة أبعاداً جديدة وأدّت دوراً مركزياً لم يكن معهوداً من قبل".

يضيف بورناظري: "أسّست أعمالي لبنية جديدة في الموسيقى الإيرانية، ثم التحق بفرقتي ولدايَ تهمورس (1977) وسهراب (1982) اللذان أدخلا عليها آلات جديدة مثل العود والتار والسيتار، إلى جانب عزفهما الثابت على الطنبور. واليوم، تعزف فرقتنا مقطوعات مكتوبة خصيصاً لآلة الطنبور، إضافة إلى موسيقى تقليدية فارسية وكردية".

وعن شعوره في العزف محاطاً بابنيه، يقول بورناظري: "أشعر بنشوة كبيرة حين أعزف معهما. موسيقياً، هما اليوم مكتملان وقادران على متابعة ما بدأته. ولأنهما يتمتّعان بذهنية شابة، أراهما يفكّران ويؤلّفان بسرعة أكبر مني. أنا سعيد خصوصاً لأن الجيل الثالث من عائلتنا يحمل إرثها الموسيقي ويطوّره. وطالما أنا حيّ، سأبقى دائماً إلى جانبهما".

وفي ما يتعلّق بالبرنامج الذي اختاره لحفلة غد على "مسرح المدينة"، يوضح الفنان الإيراني: "ينقسم البرنامج إلى جزأين، الأول يتألّف من مقطوعات تتطلب عزفاً ثنائياً على آلتي الكمنجة والطنبور. أما الجزء الثاني، فسنعزف فقط مقطوعات مكتوبة لآلة الطنبور، وارتجالات نابعة من الحالة التي سنكون فيها".

وعن مشاركة العازفين حسين رضايي وخورشيد دادبه، يقول بورناظري: "حين قررتُ عام 1999 ضمّ ابنيّ وتلاميذ آخرين إلى فرقة "شمس" من أجل منحها انطلاقة ونفَساً جديدين، اخترتُ حسين رضايي الذي يُعتبر اليوم من أفضل عازفي الدف في إيران. ومع أنه يتعاون مع فِرَق إيرانية أخرى، إلا أنه عضو ثابت في فرقتنا".

وعن الشابة خورشيد دادبه، يوضّح: "هي حفيدة الأستاذ دادبه الذي تتلمذتُ على يديه. بدأت بدراسة آلة السيتار مع والدها، وفي الخامسة من عمرها انتقلت إلى دراسة الطنبور مع ابني سهراب. بعد ذلك، دخلت إلى الكونسرفاتوار والتحقت بفرقتنا. ومع أنها ما زالت شابة، إلا أنها تمكّنت من احتلال موقع مميز في "شمس". وهي حالياً تعلّم آلتي التار والطنبور في المدرسة التي أسّستُها وتحمل اسم الفرقة".

يُشار إلى أن أكثر من خمسين عازفاً وعازفة، ومنشداً ومنشدة، مرّوا في فرقة "شمس"، معظمهم تتلمذ على يد كيخسرو بورناظري.

المساهمون