ثقافة ونوبل وسوق؟

ثقافة ونوبل وسوق؟

10 أكتوبر 2015
جهاد عورتاني / الأردن
+ الخط -

مرّة أخرى، ولن تكون الأخيرة، تباغتنا "نوبل الآداب" باسمٍ مجهول في ثقافتنا. ومرة أخرى، ولن تكون الأخيرة، سنقرأ على الأغلب، بعد وقت قصير، ترجمة متهافتة ومستعجلة لهذا الاسم، كيلا "تفوت السوق" على المتربّحين من الجائزة، فيلحقونها وهي في "عزّ الطلب".

ثقافة ونوبل وسوق؟ أجل. هذا هو ماضينا وحاضرنا، يرفد أولهما الثاني، ولا يكفّان كلاهما عن دحرجتنا، كل مرة، إلى حافة الفضيحة الثقافية، بما هي غياب عن العالم، وخروج من التاريخ.

لست من الآبهين كثيراً بهذه الجائزة، وإن كانت هذه قصة أخرى. إلا أنّ ذلك لا يعني، تحت أي ظرف، أن نبقى "آخر من يعرف". ما يحيلنا إلى موضوعة الترجمة، بما هي الطريق الوحيد لتعريفنا بآداب العالم، كما قال ساراماغو.

قد تبدو الكلمات أعلاه، نوعاً من الترف، وسط بحر الظلمات الذي نحياه الآن. لكنّ هذا ليس صحيحاً بالمطلق. فقد مرّت علينا عقود، وكنّا على البرّ، ومع ذلك تكرّرت القصة.

ولسوف تظلّ تتكرّر وتتكرّر، حتى نعود إلى البداهة الأولى: لا نوبل بلا ترجمة. ولا ترجمة بلا مشروع. ولا مشروع بلا تخطيط صائب وميزانيات محترمة.

غيابنا عن ثقافات العالم، هو غياب المترجم عنا. وغياب المترجم عنا هو حضور أطماعنا فيه، وضياع حقوقه فينا.

معادلة شيطانية، لا يجوز لـ"ثقافة كبيرة وعريقة" أن تقع في دائرتها كلَّ هذا الزمان الطويل.


اقرأ أيضاً: ما زالت الثيران أسوداً وخنازير مجنّحة

المساهمون