"الأسطورة الخالدة": شهر لقرطاج في روما

"الأسطورة الخالدة": شهر لقرطاج في روما

19 سبتمبر 2019
(من المعرض)
+ الخط -

تقارب الدراسات التاريخية في الدوائر الأكاديمية الغربية الحقبة الفينفية في شمال أفريقيا باعتبارها فترة حكم لفاتحين قادمين من الشرق، وكأن لا صلة تربطهم بشعوب المغرب العربي، ولا تفاعل حقيقياً حديث بينهما، ما يعني أنّ سكّان المنطقة لم يشاركوا في تلك الحضارة، خلافاً للعديد من الطروحات التي تخالف هذه الفرضية.

"الأسطورة الخالدة" عنوان المعرض الذي تستضيفه روما الخميس المقبل، السادس والعشرين من الشهر الجاري، ويتواصل حتى التاسع والشعرين من آذار/ مارس 2020، وفيه تحلّ قرطاج بتاريخها الحضاري والمعماري والفني ضيفاً على "المنتزه الأثري الكولوسيوم".

تمّت استعارة المقتنيات المعروضة من متاحف في إسبانيا ولبنان وإيطاليا إلى جانب "باردو" في تونس التي شاركت بواحدة وثمانين قطعة أثرية، كما "صمّمت منشئات متعدّدة الوسائط جنباً إلى جنب مع القطع الأثرية للتعريف بلسلسلة من الأحداث التاريخية التي تشارك في صنعها قوّتان حضاريتان من العالم القديم، قرطاج وروما"، بحسب بيان المنظّمين.

يبدأ المعرض بتقديم مادة وثائقية وآثار حول تأسيس الحضارة الفينيقية شرق البحر الأبيض المتوسط وغرب بلاد الرافدين في الألف الثالث قبل الميلاد شملت الساحل السوري كاملاً (سواحل سورية ولبنان وفلسطين حالياً)، وجاءت تسميتهم من قبل الإغريق بحسب روايات تاريخية عديدة.

ينتقل الزوار بعدها للاطلاع على الفترة التي انتشر فيها حكمهم عبر المتوسّط بحلول عام 1500 قبل الميلاد تقريباً، وأبرزها مدينة "يوتيقا" التي تأسّست بالقرب من نهر مجردة في تونس، ثم بُنيت حواضر أخرى مثل قرطاج التي ورثت قيادة الدولة من مدينة صور اللبنانية.

يتناول المعرض أيضاً فترة صعود الدعوة المسيحية في القرن الثالث الميلادي، حيث ستصبح قرطاج من أهم مراكزها؛ حيث انتشرت منها إلى الشمال الأفريقي بأسره، وبُنيت آنذاك كنيستها المشهورة على يد القدّيس قبريانوس القرطاجي، في الوقت الذي كانت روما لا تزال وثنية، حيث حاربت أتباع الدين الجديد.

في جناح آخر، يجري وضع نماذج من مدينة قرطاج القديمة في مجسّمات حديثة، وبناء معبد الإله مولوخ ذي النزعة الشريرة؛ حيث كان لا يرضي شيئ إلا قرابين الأطفال، والذي يرتبط بظهور الديانيات الفينيقية والقرطاجية، وقد ظهر في فيلم "كابوريا" (1914) أخرجه جيوفاني باستور عن نصّ لـ غابرييل دانونسيو، وتُعرض نسخة منه عند مدخل الكولوسيوم ضمن فعاليات المعرض.

المساهمون