صالح عبد الحي.. طقاطيق "أهل الجمال"

صالح عبد الحي.. طقاطيق "أهل الجمال"

16 سبتمبر 2018
(صالح عبد الحي)
+ الخط -

يستعيد "مترو المدينة" في بيروت في أمسية بعنوان "طقاطيق صالح عبد الحي"، أغنيات واحد من أهم مطربي النصف الأول من القرن العشرين في مصر، حيث يعيد الفنان فراس عنداري غناء طقاطيقه عند التاسعة والنصف من مساء الأربعاء، 19 أيلول/ سبتمبر الجاري.

معظمنا يعرفه من أغنيته "ليه يا بنفسج"، تلميذ عبده الحمولي وعبد الحي حلمي وسلامة حجازي، ورغم أنه ليس خبيراً بالموسيقى مثل أساتذته لكن صوته لا يقلّ جمالاً وروعة وتفنناً عنهم.

ولد صالح عبد الحي (1896 - 1962) في بيت تحضر فيه الموسيقى عبر تردّد خاله عبد الحي حلمي عليه، ومحبته لابن أخيه الذي علمه أن يغني صغيراً، وغرس فيه حباً للطرب كبر معه في مراهقته وأصبح شغوفاً بـ "الصهبجية" الذي يغنون الموشحات طيلة الليل وحتى مطلع الفجر.

تعلّم الفتى موازين الإيقاعات "الضروبات" منهم، وقد كان معروفاً عنهم أنهم يغنون كلاماً غير موزن ويتحايلون على ذلك بالآهات، ومن الآلات اختار عبد الحي القانون، فقد التقى بعازف القانون محمد عمر، الذي كان من أعضاء فرقة يوسف المنيلاوي، وكان يعزف أيضاً في تخت خاله، فطلب منه أن يعلمه العزف على القانون. 

لكن أول صيت ذاع عن عبد الحي، جمال مواويله وعذوبتها حيث كان صوته صافياً وقوياً مثل نبع متدفق لا يحتاج إلى أي مكبر للصوت، حتى أنه اختير ليكون أوّل مطرب يغني في الإذاعة المصرية عند إطلاقها في 1935.

صدح عبد الحي بأغنيات الحمولي وأبو العلا والمسلوب، واعتبر حضوره امتداد لكبار القرن التاسع عشر. وأصبح نجماً بدأ يقدم أغنياته التي كانت من تلحين محمد القصبجي ومرسي الحريري وأحمد صدقي وآخرين.

ظلّ عبد الحي عازباً، وكرّس حياته للطرب والغناء، إلى أن رحل عام 1962 لتظل تركته الطربية من الطقاطيق والأدوار والأغاني تعاد من جديد على لسان المطربين من بعده، مثلما فعل هو حين حافظ على تراث أساتذته الحمولي وحجازي وأبو العلا.

من أشهر طقاطيقه "حبيبي هو الآمر الناهي"، "غني يا بلبل"، و"أهل الجمال"، و"عشاق الجمال وصفوا لي". ومن أهم ما ترك عبد الجي التسجيلات الموسيقية الطويلة قبل أن يبدأ الغناء التي تعرف بـ "الوصلة"، حيث قام بتكبير التخت محولاً إياه إلى فرقة، ومن النادر أن تخلو تسجيلات أغنية من أغانيه، أي كان نوعها، من الوصلة والموال.

المساهمون