إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

01 يناير 2019
ديان فوغويل/ أستراليا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والموسيقى والمسرح وعلم الاجتماع ونقد الرواية.


■ ■ ■

عن منشورات "مسارات" في رام الله، صدر كتاب "السياسات الصهيونية لمحاربة حركة المقاطعة"، للباحث معاذ مصلح. يتضمّن الكتاب ثلاثة فصول هي: "حركات المقاطعة الفلسطينية.. إستراتيجياتها وسياقاتها وآفاقها"، و"سياسات الكيان الصهيوني في مواجهة حركة المقاطعة"، و"مقارنة بين حركة المقاطعة الفلسطينية وحركة المقاطعة الجنوب أفريقية". يضع المؤلف في بداية كتابه موجزاً لتاريخ المقاطعة الفلسطينية ضمن قراءة عامة لحركات المقاطعة بشكل عام في العالم المعاصر ويدرس التفاعل الدولي؛ الشعبي والمؤسساتي، لنداءات هذه الحركات.


"فيروز وسوسيولوجيا الإبداع عند الرحابنة 1960 - 1980" عنوان كتاب صدر عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" من تأليف محمد الشيخ. يرصد العمل العقدين الأبرز في تجربة فيروز والأخوين عاصي ومنصور الرحباني، خصوصاً مع دخول مشروع المسرح الغنائي حيّز التنفيذ، إذ ظهرت في هذه الفترة أعمال أساسية مثل: "جسر القمر" (1962)، و"بياع الخواتم" (1964)، و"أيام فخر الدين" (1966)، و"هالة والملك" (1967)، و"ميس الريم" (1975)، قبل أن توقف الحرب الأهلية اللبنانية هذا المشروع، والذي سيتوقّف بالتدريج مع مرض عاصي الرحباني.


ضمن "سلسلة ترجمان"، صدر مؤخراً كتاب "الدولة العثمانية في عصر الإصلاحات: رجال النظام الجديد العسكري وأفكاره 1826 – 1914" عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، وهو من تأليف الباحثة الفرنسية أوديل مورو ونقلته إلى العربية كارمن جابر. يتناول الكتاب الإصلاحات العسكرية والإدارية التي أدخلت على الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، أو ما سُمّي "النظام العسكري الجديد"، ويتخذ نقطة انطلاقه عملية القضاء على فيالق الإنكشاريين في عام 1826 ويصل إلى أوائل الحرب العالمية الأولى التي كانت مقدّمة الانهيار.


"الروهة" عنوان نص مسرحي لـ عبد الحليم المسعودي صدر مؤخراً عن منشورات "مسكيلياني" في تونس. العمل ذو بعد سياسي حيث يسائل صعود موجة التيارات الدينية المتشدّدة في العالم العربي في السنوات الأخيرة، انطلاقاً من تدمير التراث ما قبل الإسلامي في المنطقة. يَصدر هذا النص في كتاب قبل أن يجسّد في عمل مسرحي، وهو أمر نادر في الثقافة التونسية حيث أن النصوص المسرحية التي جرى نشرها تعود في الغالب لمسرحيات حققت نجاحاً جماهيرياً في السابق، إضافة إلى أن "الروهة" كُتبت بالفصحى وليس بالعامية كمعظم نصوص المسرح في تونس.


"اليونانيون والليبيون القدماء في منطقة برقة في العصر القديم" عنوان كتاب صدر مؤخراً لـ صوفي ماريني عن منشورات "ريفونوف". تركّز المؤلفة على الدور الحضاري الذي لعبته مدن منطقة برقة في العصر الهلستيني بداية من القرن السابع قبل الميلاد وصولاً إلى نهاية العصر الروماني حيث كانت معابر تجارية أساسية في البحر الأبيض المتوسط، وكان لها دور ثقافي برز مع ظهور فئة من أبناء هذه المنطقة كتجار وعلماء وسياسيين امتد إشعاعهم خارج منطقتهم. على مستوى آخر، يضيء العمل واقع الآثار التي يتحدّث عنها في ظل تهديدها بالحروب اليوم.


عن "دار الكرمة" في القاهرة، صدر مؤخراً كتاب "سلامي عليك يا زمان: مشاغبات وهموم صحافي عربي في الثمانينيات" لـ صلاح عيسى (1939 - 2017). يجمع العمل كتابات صحافية وتأريخية جَمعت بين محاولات تحليل الواقع السياسي أو الثقافي في مصر خلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين من جهة، والكتابة الذاتية من جهة أخرى، والتي تتسم في كثير من الأحيان بنفَسٍ ساخر خصوصاً عند المقارنة بين آمال النخب الثقافية والسياسية وما حقّقته على أرض الواقع. من أعمال عيسى الأخرى: "رجال ريا وسكينة" و"الثورة العُرابية" و"هوامش المقريزي".


ضمن سلسلة "دراسات فكرية"، صدر حديثاً كتاب "سوسيولوجيا المنقذ: إيديولوجيا الغيبة ويوتوبيا الظهور" لأستاذ علم الاجتماع العراقي أحمد الصحاف عن منشورات "جامعة الكوفة". يستند المؤلّف في دراسته إلى الجدلية القديمة حول فكرة التغيير التي تفترض ظهور المخلّص أو "إنسان هذا المكان وذاك الزمان"، أو أن المجتمعات هي من تصنع تحوّلاتها، من خلال مراجعة لأبرز النظريات في الفلسفة والفكر المعاصر، مثل كتاب "الإيديولوجيا والطوبائية" لكارل مانهايم وتنظيرات كارل ماركس، ولوي ألتوسير، وبول ريكور، وغيرها ذات الصلة بالموضوع.


"أفروتوبيا" عنوان كتاب الباحث السنغالي فلوين سار وقد صدر باللغة الإسبانية مؤخراً عن منشورات "كاتاراتا" في مدريد. يمثّل العمل قراءة موسّعة بأدوات مدرسة ما بعد الكولونيالية في فكر وأدب أشهر المثقفين الأفارقة اليوم مثل المفكر السياسي الكاميروني أشيل مبيمبي والروائي الكونغولي آلان موكابو والمؤرخ الغابوني غريغوار بيوغو. يعتبر سار أن اليوتوبيا التي تخلق حول افريقيا تمثّل مخرجاً للإنسانية بشكل عام من مشاكل أساسية أوقعتها فيها المركزية الأوروبية مثل العنصرية والتفاوت الحاد في توزيع ثروات العالم.


عن منشورات "فضاءات" في عمّان، صدرت مؤخراً دراسة بعنوان "الفساد السياسي في الرواية المغاربية" لـ محمود الغيطاني. يركّز العمل بالخصوص على الكتابة السردية في الجزائر، على اعتبار أن رواية "اللاز" (1974) لـ الطاهر وطار تعتبر تجربة رائدة في التنديد بالفساد السياسي خصوصاً أنها صدرت في وقت كانت تسيطر فيه على التمثل الشعبي للسياسيين نزعة من القداسة بسبب أدوارهم المختلفة في نيل الاستقلال بعد أكثر من قرن من الاستعمار الفرنسي. يرى الغيطاني أن هذه الرؤية الناقدة للفساد السياسي تواصلت في الجزائر في أجيال لاحقة.


أصدرت دار "غاليمار" الفرنسية مؤخراً المجلد الخامس من كتاب "وضعيات" لـ جان بول سارتر، والذي ضمّن فيه المفكر الفرنسي آراءه في الكولونيالية بالعموم والاستعمار الفرنسي في الجزائر بالخصوص، حيث قدم صاحب "الوجود والعدم" تأملاته في إنهاء الاستعمار وفي ممارسات الجيش الفرنسي والتعذيب. يضم الكتاب مجموعة من المقالات نشرها سارتر في مجلة "الأزمنة الحديثة"، بعضها ينشر أوّل مرة. ومن أبرز نصوص الكتاب مقاله الشهير بعنوان "الجزائر ليست فرنسا" والذي صدر في عدد خاص أعدته المجلة لتعلن عن وقوفها مع تحرير الجزائر.


المساهمون