أكثر من هوية لـ بانكسي

أكثر من هوية لـ بانكسي

05 سبتمبر 2016
(غرافيتي لـ بانكسي في مدينة بريستول)
+ الخط -

على مدى سنوات، ظل بانكسي يغذّي الغموض حوله والتساؤلات وهو "يضرب" في أماكن عدة من العالم دون أن تُعرف شخصيته الحقيقية، حتى أصبح الكشف عنه من بين المواضيع التي يشتغل عليها المحققون الصحافيون.

نظرية جديدة حول الهوية الحقيقة لبانكسي أطلقها المدوّن الاسكتلندي كريغ ويليامز ونشرتها مؤخراً صحيفة "دايلي مايل" الإنكليزية تقول بأن فنان الغرافيتي ليس سوى روبرت ديل ناجا، قائد فرقة "ماسيف أتاك" الموسيقية.

يقيم ويليامز نظريته على أساس التقريب المكاني حيث يقارن بين ظهور أعمال بانكسي في مدن متفرقة في العالم، ومسار جولات الفرقة البريطانية، والتي أسّست في بريستول والتي هي أيضاً المدينة التي ظهرت فيها أولى أعمال بانكسي، وهو ما يلتقي مع نظرية سابقة ظهرت في 2014 تقول بأن بانكسي ابن مدينة بريستول كما أشارت إلى أنه يمتلك خلفية مستمدة من موسيقى الأندرغراوند، ولعل ذلك ما وضع المدوّن الاسكتلندي في بداية طريق البحث ليصل إلى نتائجه.

يضع ويليامز خارطة لتقاطعات الطرفين، ففي نيسان/ أبريل 2003 ظهر غرافيتي لبانكسي في مدينة ملبورن الأسترالية، وقبل ذلك بشهر كانت الفرقة حاضرة في المدينة نفسها لإحياء حفل. وفي 2006، صادفت جولة أميركية للفرقة ظهور رسومات في لوس أنجليس. وفي 2008، تتقاطع أجندا "ماسيف أتاك" مرة أخرى مع بانكسي إذ إن مرورها بمدينة نيوأورليانس تبعته رسومات من بانكسي في الذكرى الثالثة لإعصار كاترينا. وهنا يلفت ويليامز إلى أن ديل ناجا كان في ذلك الوقت يشتغل على تأليف موسيقى فيلم وثائقي حول الكارثة.

في الأول من أيار/ مايو 2010 ظهرت في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية ستة رسومات حائطية لبانكسي. قريباً من هذا التاريخ، في 25 و27 نيسان/أبريل تحديداً، أحيت الفرقة حفلين في المدينة نفسها. وفي أيار/ مايو، أيضاً ظهرت الفرقة في مدينة تورنتو الكندية وللمصادفة ظهرت أعمال بانكسي أيضاً. في 2013، كان ثمة فاصل بيوم بين رسومات ظهرت في الحي الصيني من مدينة بوسطن الأميركية وحفل أحيته الفرقة.

يعتمد ويليامز أيضاً على مقارنات في السن تجعله يرجّح تخميناته، كما يشير إلى أنه يذهب إلى أن العمل الذي يقدّمه بانكسي هو عمل جماعي، وأن ديل ناجا مثلما دوره في الموسيقى هو قائد فرقة.

ثمة مفارقات أخرى ينبغي وضعها في الاعتبار، وهو أن ديل ناجا كان حاضراً في فيلم وثائقي بعنوان "ابنوا الحائط" (2010) حول تجربة بانكسي، وهذا الأخير كانت رسوماته حاضرة في كتاب "ثري دي وفن ماسيف أتاك".

للتذكير، فإن بداية الاشتغال على تقديم مقاربات حول هوية بانكسي بدأت في 2008، حين نشرت صحيفة "مايل أون صاندي" تحقيقاً يعتمد على الصورة الفوتوغرافية، دعمته بعد سنوات صور كاميرات مراقبة، وذهب هذا التحقيق بأن الاسم الحقيقي لبانكسي هو روبين كونيغان. قد لا تكون كل هذه التحقيقات قد وصلت إلى يقين، ولكن ألا يربك تعدّدها من ديناميكية الفنان؟

*ترجمة شوقي بن حسن عن "لوموند"

المساهمون