"وداعاً بونابرت" في "كان": احتفاء بفيلم فرنسي

"وداعاً بونابرت" في "كان": احتفاء بفيلم فرنسي

18 مايو 2016
(من الفيلم)
+ الخط -

في "قاعة بونويل"، عُرض مساء أمس ضمن فئة أفلام "كلاسيكيات" في مهرجان "كان" السينمائي، فيلم "وداعاً بونابرت" للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين. الحاضرون عادوا بالذاكرة إلى ما يزيد عن ثلاثة عقود، كما احتفوا بمخرج كانت له علاقة خاصة بالمهرجان الذي منحه "السعفة الذهبية الشرفية" في الدورة الخمسين منه.

إضافة إلى إدارة المهرجان، ساهمت في العرض مؤسسة "سيناماتيك الفرنسية" و"جمعية يوسف شاهين" من خلال تقديم سابق ونقاش لاحق للعرض.

ينتظر المتابع العربي أن يجري تقديم هذا الفيلم بالتركيز على عناصره العربية، غير أنه سيكتشف أنه يجري التعامل معه من قبل منظمي المهرجان أو في متابعات الصحافة بوصفه فيلماً فرنسياً ناطقاً بالعربية أو فيلماً فرنسياً تدور أحداثه في مصر.

لا يعود ذلك إلى أسباب إنتاجية فحسب، فالعمل من إنتاج مشترك مصري فرنسي، ولكن ربما لأنه فيلم يُرضي التصوّر الأوروبي نظراً لما يطرحه حول لحظة مفصلية من اللتاريخ، حيث يجري إبراز الجانب المضيء من الحملة مثل صداقة الجنرال كافاريللي مع المصريين أو تمرير مقولة إن بونابرت جاء من أجل تحرير مصر من قبضة العثمانيين، وهي أفكار قد تتقاطع مع سياقات راهنة كالتدخّل الغربي في المنطقة.

إضافة إلى ذلك، فإن الاحتفاء بفيلم "وداعاً بونابارت" هو احتفاء جديد بشاهين الذي يُعتبر أنه وصل إلى العالمية هنا في "كان"، وكأن هذه العالمية "تنزع" عنه بالضرورة انتماءاته المصرية والعربية.

الفيلم الذي أُنتج في 1984، يرصد الحملة الفرنسية من زاوية مختلفة عن التناول التاريخي الذي يحصرها في الصراع العسكري على موقع مصر الإستراتيجي، حيث يتغلغل شاهين في نسيج المجتمع المصري آنذاك، وكذلك في الجانب الإنساني لعناصر الحملة من عسكريين وعلماء، ليقدّم قراءة تاريخية حول إمكانية الحوار بين الحضارات.


المساهمون