"برلين الدولي للأدب": الثقافة بوجوهها السياسية

"برلين الدولي للأدب": الثقافة بوجوهها السياسية

10 سبتمبر 2017
(محاضرة أروندهاتي روي في المهرجان، تصوير: علي غاندتشي)
+ الخط -

تحتلّ برلين في العقد الأخير مكانة ثقافية بوصفها عاصمة ووجهة لفناني وكتّاب العالم، المدينة التي فتحت مسارحها وإقاماتها الفنية ومراكزها وتظاهراتها أمام المثقفين من كلّ الجنسيات، تحتضن هذه الأيام "مهرجان برلين الدولي للأدب"، والذي يستمر حتى 16 من الشهر الجاري.

ربما يكون "برلين الدولي للأدب" إحدى التظاهرات الثقافية القليلة التي لا تفصل السياسة عن الثقافة، فمنذ أن أطلق قبل أعوام إحياء "ذكرى الكذبة السياسية" والتي تضمّنت عدّة قراءات لكتّاب عالميين تتناول الأكذوبة التي قادت إلى الحرب على العراق، واظب المهرجان على أن يُضمّن كل دورة قضية سياسية يتوقّف عندها المثقّفون والفنانّون، فطرح قضايا الديمقراطية والشعبوية، وكذلك تناول قضايا لأشخاص مثل الشاعر الفلسطيني السجين أشرف فياض والأميركي سنودن.

هذا العام ستكون القضية هي "حقوق الإنسان" في ضوء ما يشهده العالم من صعود للعنصرية والعنف من جهة، مقابل تزايد المهاجرين وتدفقهم وبحثهم عن المأوى في أوروبا.

من المشاركات العربية التي شهدتها التظاهرة أمس وقفة عند تجربة مجلة "بانيبال" التي مضى على تأسيسها عشرون عاماً، ومن الكتّاب العرب ضيوف المهرجان الشاعر نوري الجراح والروائي خالد خليفة والشاعر الجزائري حبيب تنغور والكاتب العراقي صموئيل شمعون.

مثل كلّ عام، يقسّم "برلين للأدب" برنامج الفعاليات إلى عشرة محاور مختلفة، وهي "أدب العالم"، و"أدب الأطفال والشباب"، و"الحديث والذاكرة"، و"فعاليات خاصة"، و"تأملات"، و"علوم وإنسانيات"، و"برلين تقرأ"، و"الملاك الحارس"، و"قراءات عالمية"، و"اللاجئين في العالم"، وهذا العام أفرد زاوية بعنوان "تقارير أدبية لكتّاب لاجئين"، يشارك فيها أربعة كتّاب من سورية؛ ضاهر عطية، قادر الآغا، رشا هبال، نور كنج.

يحضر المهرجان عشرات الكتاب والمثقفين وربما يكون من أبرزهم الروائيون: الهندية أروندهاتي روي والأرجنتيني سيزار أريا والتركية أليف شافاك، كما يتطرّق برنامج "برلين للأدب" إلى محاور؛ من بينها: "مئوية الثورة الشيوعية" و"الانتقام من التاريخ" و"مقاومة الخرس: أصوات نسائية في فضاء عالمي يتقلّص".

من جهة أخرى، ينطلق "أسبوع برلين للفن" في 13 من الشهر الجاري، ويتضمّن مشاركة عربية كثيفة بمعارض يضم أحدها أعمالاً لسبعين فناناً عربياً، إلى جانب محاضرات وأفلام وثائقية وعروض أدائية، من أبرز هذه المشاركات تلك التي تتبّع خط الحجاز ومن خلاله تلاحق تفاصيل من التاريخ العثماني في بلاد الشام، وتجمع الروائي العراقي سنان أنطون والروائية الفلسطينية عدنية شبلي وآخرين.

المساهمون