"موسم فرنسا إسرائيل": الثقافة في خدمة الاحتلال

"موسم فرنسا إسرائيل": الثقافة في خدمة الاحتلال

11 مايو 2018
(غودار أثناء تصوير "هنا وفي مكان آخر")
+ الخط -

رافضون لأن تكون الثقافة واجهة تلمّع من خلالها صورة "إسرائيل"، أعلنت ثمانون شخصية فرنسية من أوساط الثقافة والفنون مقاطعة مقاطعة تظاهرة "موسم فرنسا-إسرائيل" التي تنطلق في حزيران/ يونيو المقبل، ومن بين هؤلاء أسماء لم تنشط من قبل في حملة مقاطعة إسرائيل.

وأطلق المقاطعون بياناً نشر على موقع "ميديا بار" مؤخراً، جاء فيه "بالنسبة إلينا؛ كموسيقيين، وكتّاب، وصانعي أفلام، ومخرجين، وممثلين، وفنيين، وتشكيليين، ومصورين، ومصممين، وراقصين، فإن هذه المبادرة، تحت ستار تشجيع الحوار والتبادل، هي في الواقع واحدة من الوسائل التي تستعملها الحكومة الإسرائيلية لاستعادة صورة دولة إسرائيل، التي شوهت بسبب سياستها اليومية المتعنتة ضد الفلسطينيين ووضعها كدولة أمنية".

ولفت البيان إلى تصريح ما يسمى الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، من أن "المعاهد الثقافية تشكل "فترينه" تقدّم إسرائيل من خلالها نفسها بصورة ديمقراطية وليبرالية"، وعلّق موقعو البيان على تصريح ريفلين قائلين: "تضامناً مع الفلسطينيين، نرفض أن نظهر في هذه الفترينه، ولن نشارك في الموسم الفرنسي الإسرائيلي وندعو إلى عدم المشاركة في بأي صيغة فيه".

من أبرز الموقعين على البيان المخرج السويسري الفرنسي جان لوك غودار، صاحب فيلم "هنا وفي مكان آخر" الذي كان موضوعه فلسطين وظهر عام 1976. ومن التشكيليين وقّع ستيفان بيرارد، وألان بوبيليكس، وألكسندر معوض، ونيكولاس ميله. ومن الكتّاب: أرنو بيرتينا، وجوليان بلين، ولوران كاويت، ودومينيك إيدي، وآني إرنو. ومن السينمائيين: سيمون بيتون، وسيلفان جورج، وبيير ميلت، وآلان جيراودي، والكريوغرافي فاني دي شايل، والموسيقي فانتازيو، والمغنية دومينيك غرانج، والمصور هاري جرويريه.

يتضمن "الموسم" موضوع المقاطعة والاستنكار معارض تشكيلية وندوات ومحاضرات وعروض مسرحية وأفلام، وتقام بتنظيم من مؤسسات رسمية فرنسية وإسرائيلية، من بين الوزارات الفرنسية: الثقافة، والاقتصاد، والخارجية، والشؤون الاستراتيجية، والعلوم، إلى جانب غرفة التجارة.

يذكر أن 500 شخصية من الأوساط الثقافية من 17 بلدان من أميركا اللاتينية أصدروا بياناً يؤكد على ضرورة مقاطعة إسرائيل ثقافيا في نيسان/ أبريل الماضي على خلفية استشهاد محمد أبو حجيلة في غزة الشهر الماضي

ومن بينهم الكاتبة لينا ميروان والكاتب كارلوس لاببي من تشيلي، ومغني الراب الأرجنتيني دانييل ديفيتا، والرسام الكاريكاتوري البرازيلي كارلوس لطوف، والممثل ألفارو رودريغيز ، والمخرجة المسرحية باتريشيا أريزا والمصور خيسوس أباد كولورادو من كولومبيا.

وشجب هؤلاء في بيانهم حقيقة أن "إسرائيل تستخدم الثقافة لتقدّم نفسها كديمقراطية إلى الحياة الثقافية، وتظهر أن الإسرائيليين والفلسطينيين على قدم المساواة، في حين أنها في الواقع تدمر المسارح الفلسطينية، وتغلق المراكز الثقافية الفلسطينية، في ظل حرمان من حرية الحركة وهجمات على غزة تؤثر على الشعب الفلسطيني بأكمله، وتحد من قدرة الفنانين الفلسطينيين على الإبداع وممارسة فنهم".

تأتي ردود فعل المثقفين في العالم في ظل ظهور أصوات عربية يزداد صوتها القبيح، للأسف، ارتفاعاً سنة بعد سنة، من "مثقفين" يدعون إلى التطبيع صراحة، أو أولئك الممارسين لنوع من التطبيع الثقافي الناعم عبر مشاركات مشتركة مع إسرائيليين أو إصدار كتب بحث مشتركة مع أكاديميين إسرائيليين أو الظهور في تلفزيونات إسرائيلية. ليس هذا فقط يكفي أن نذكر المفارقة بين موقف الفنانين الفرنسيين والموقف من احتفالات دولة الاحتلال بـ"الاستقلال"، التي ستقام في ذكرى النكبة 15 أيار/ مايو في فندق الريتز كارلتون في قلب القاهرة، والتي حتى الآن، لم يجر الاعتراض عليها بالشكل الذي تستحقه في الوسط الثقافي المصري، باستثناء تعليقات هنا وهناك على فيسبوك.

المساهمون