"سيناريو" سليم البيك.. حالة حب ومنفى

"سيناريو" سليم البيك.. حالة حب ومنفى

17 نوفمبر 2018
سليم البيك
+ الخط -

تحت عنوان "سيناريو"، صدرت مؤخراً عن "الأهلية للنشر" في عمّان الرواية الثانية للكاتب الفلسطيني سليم البيك بعد عمله الروائي الأول "تذكرتان إلى صفورية" وإصداراته القصصية والشعرية الأخرى.

تتكوّن الرواية، بشكل أساسي، من شخصيات كريم وشارلوت وميلاني وريما، كما تحضر شخصيات من نوع آخر فلا تحضر حيفا المحتلّة كمدينة فقط، بل كمحرّك للشخصية الأساسية (كريم)، وقد جعل المنفى - باريس في هذه الحالة - من حضورها أكثر قوّة.

في "سيناريو"، يلتقي كريم بثلاث نساء كل واحدة يؤدي لقاؤه بها إلى الأخرى، لكن يبدو أنه يتربط أكثر بريما الآتية من حيفا، يحكيان معاً عن المدينة التي هُجّر جدّه منها إلى سورية، المدينة التي لا يعرف إن كان ينتمي إليها كما تنتمي ريما.

العمل يمكن أن يُصنّف ضمن "أدب المنفى"، حيث ارتباط المرأة بالمكان الأم يغلب على ظهورها في هذا النوع من الأدب. عن ثنائية المرأة/ الوطن والمرأة/ المنفى في عمله هذا، يقول البيك لـ "العربي الجديد": "حاول كريم بدء علاقة حب مع شارلوت، في حياته الواقعية معها، إذ كان يراها في المقهى مراراً. أراد الكتابة عن حكاية حب، معها، وأن يعيش ذلك بشكل مواز في واقعه، وتوفَّق في ذلك بشكل ما، ليس تماماً، إلى أن تعرّف من خلال صديقة شارلوت، ميلاني، إلى ريما، التي أحس برغبة في علاقة أخرى تكون معها، لكن ريما أتت من حيفا مباشرة، وهو آت من مخيّم حمص في سورية وجدّه خرج من حيفا إلى هناك مباشرة، فتتغيّر أسئلة يوسف من الحب إلى المنفى. لا علاقة بين المرأة والمنفى إذن، برأيي، إنّما هنالك محاولة لحالة حب تنقطع بإدراك معنى المنفى".

بخصوص طبيعة الكتابة، وإن كانت تقترب فعلاً من السيناريو كما يحمل عنوان الرواية، يوضح البيك أن "كريم، في الرواية، الذي كتب الحكاية الموجودة في الكتاب، هو الذي لم يكن يعرف إن كان ما يكتبه سيحوّله من يوميات إلى رواية أم سيناريو".

ويضيف: "أنا الكاتب الحقيقي وليس المتخيَّل للنص الذي جاء بصيغة المتكلّم. أستطيع القول أن ما أضافتْه "سيناريو" هو التأكيد على الشكل الأدبي الذي أجدني فيه، وهو الرواية، وذلك بعد ثلاثة كتب بين القصة القصيرة والقصائد".

يتابع: "أكّدت "سيناريو" على ما قد أجده أسئلة وقلقاً وأفكاراً حضرت بشكل ما في روايتي السابقة وتحضر هنا بشكل آخر، وهي العلاقة/ اللاعلاقة مع المكان/ المنفى، وموقع الحب/ الجنس في هذه الحلقة. كأنّي أتلمّس موضوعاتي الأدبية، والأسلوب، كتاباً بعد آخر".

العمل، وفقاً للبيك، بدأ كيوميات، "إنّما سرعان ما صنعتُ لتفاصيل يومية عشتها حكايةً وشخصيات أتت لتغيّر وتصنع هي تفاصيل يومية تتعلّق بها وبالحكاية".

أمّا فكرتها، فقد استلهمها مما يعيشه الكاتب نفسه، يوضّح: "لدي أسئلة وقلق كما سبق وذكرت، لدي همّ شخصي وكما يبدو هو روائي كذلك، يتعلق بالفلسطيني ابن الجيل الثالث الذي يجد نفسه خارج سورية بعدما وجد جدّه نفسه خارج فلسطين. أما الحكاية/ السرد/ الشخصيات، فهي آتية مما أعيشه في فرنسا، مما أقرأه وأشاهده وأصنّعه في رأسي، هكذا تبدأ، ثم يتطوّر كلّ ذلك تباعاً. أكتب كلّ فصل كمن يجلس ليشاهد حلقة جديدة من مسلسل لا يعرف ما سيكون فيه".

يُذكر أنّ مشروع "سيناريو" حصل على منحتيْن من مؤسّستي "المورد الثقافي" و"اتجاهات-ثقافة مستقلة"، وقد صدر للكاتب سابقاً مجموعة قصصية بعنوان "كرز أو فاكهة حمراء للتشيزكيك" (2011) فازت بجائزة عبد المحسن القطان للكاتب الشاب، والمجموعة الشعرية "ليس عليكِ سوى الماء" (2014).

المساهمون