مواجهات مونديالية بطعم "اليورو"..روسيا تتحدى إسبانيا والدنمارك تواجه كرواتيا

مواجهات مونديالية بطعم "اليورو"..روسيا تتحدى إسبانيا والدنمارك تواجه كرواتيا

01 يوليو 2018
مواجهات أوروبية من العيار الثقيل (Getty)
+ الخط -

ينطلق اليوم الثاني من مواجهات دور الـ 16 في بطولة كأس العالم 2018، الذي يشهد مواجهات نارية تجمع منتخبات أوروبية قوية وكأنه يوم من منافسات بطولة "اليورو"، إذ ستواجه إسبانيا متصدرة المجموعة الثانية المستضيفة روسيا وصيفة المجموعة الأولى، بينما تلعب كرواتيا أفضل منتخب في المونديال حتى الآن في مواجهة الدنمارك الطموحة.

القوي ضد الأرض
طبعاً تتفوق إسبانيا على روسيا بكل شيء من النواحي التكتيكية والفنية خصوصاً، ولا يمكن مقارنة ما يملكه المنتخب الروسي أمام ما لدى منتخب "لا فوريا روخا". إسبانيا ستتسلح بالأسماء القوية، بينما روسيا ستتسلح بجمهورها وستحاول الدفاع عن أرضها أمام الهجوم الكاسح "للمتادور".

على الورق تبدو المواجهة في متناول إسبانيا، لكن ما فعلته المغرب في المباراة الأخيرة وخروجها بتعادل (2 – 2) من أمام واحد من أقوى المرشحين غير كل شيء وأثار الكثير من الشكوك حول الدفاع الإسباني الذي بدا مهزوزاً أمام منتخب بحجم المغرب، وإن كانت الأخيرة قدمت أداءً جيداً.

إسبانيا اعتمدت في الدور الأول على الهجوم المباشر من دون رحمة الخصم والأهم إنهاكه واجباره على الجلوس في الخلف قبل ضربه في اللحظة المناسبة. تمريرات سريعة قصيرة بين اللاعبين، خصوصاً في خط الوسط الذي كان محطة الانطلاق لكل الهجمات الإسبانية، ولا يمكن إغفال الدور الكبير للنجم إيسكو الذي كان أفضل لاعبي "الماتادور" في دور المجموعات.

بينما من جانب المنتخب الروسي صاحب الأرض والجمهور فقد بدا مهزوزاً في مباراته الأخيرة أمام منتخب أورغواي، وسقط بالثلاثة، وتبين أن الانتصارين اللذين حققهما على مصر والسعودية كانا بسبب ضعف الخصم وليس بسبب قوته. فالمنتخب الروسي ظهر في أول اختبار قوي بدون حلول تكتيكية ومن الصعب أن يظهر أمام المنتخبات الكبيرة ومتابعة الطريق نحو النهائي، إلا أن الرقم الـ 12 في المدرجات قد يحث اللاعبين على القتال وخطف فوز تاريخي على إسبانيا.

والمثير أن المنتخبين لديهما مشكلة في محور الدفاع، فإسبانيا سقطت أمام المغرب والبرتغال بسبب أخطاء دفاعية قاتلة لا يمكن ارتكابها في الدور الثاني، لأن المصير سيكون الوداع الباكر، بينما محور الدفاع الروسي لا يبدو أفضل من نظيره الإسباني، فهو تلقى أربعة أهداف في آخر مباراتين ولا يبدو أن تنظيمه الدفاعي أو العناصر الموجودة فيه قادران على إيقاف هجوم يضم لاعبين بحجم إيسكو، ودييغو كوستا، وأندريس إنييستا وغيرهم.

الأفضل تكتيكياً يواجه الصلب
يتفق الجميع على أن المنتخب الكرواتي هو أفضل منتخب قدم كرة قدم جميلة حتى الآن في بطولة كأس العالم، خصوصاً بعد العرض القوي الذي قدمه أمام المنتخب الأرجنتيني في دور المجموعات. مودريتش وراكيتيتش غيّرا كل شيء في خط الوسط، تنطلق الهجمة وتتوقف من عندهما والكرة لا تتحرك إلا بأمرهما.

تملك كرواتيا أفضل خط وسط في المونديال الروسي، إن لم يكن الأفضل في العالم، فهو قدم في المباريات الثلاث عرضاً كروياً مُميزاً، من خلال التحركات على أرض الملعب وكيفية الانتقال من الدفاع إلى الهجوم وبسلاسة بدون مشاكل كبيرة، هذا مع عدم إغفال سلاح الارتداد والتدرج بالكرة الذي يقتل الخصم ويضعه في حيرة لجهة عدم القدرة على مجاراة الهجمة السريعة وسرعة نقل الكرة من جهة إلى أخرى.

لكن كل هذا قد لا ينفع أمام منتخب الدنمارك الصلب دفاعياً الذي تلقى هدفاً وحيداً في شباكه فقط خلال ثلاث مباريات. هو منتخب قوي دفاعياً بقيادة حارسه المتألق كاسبر شمايكل الذي كان له الفضل الكبير في عدم اهتزاز الشباك إلا مرة واحدة.

وفي حال تكتلت الدنمارك كمجموعة واحدة ستكون قادرة على حرمان كرواتيا من ميزة الهجوم السريع، وبذلك تُصبح قادرة على كسر الإيقاع الكرواتي السريع وتُجبره على التحرك بالكرة بعرض الملعب من دون التدرج إلى الأمام بطريقة إيجابية، وبالتالي تغيب الفعالية التي تميزت بها كرواتيا.

لكن ما يُعيب الدنمارك هو الهجوم الضعيف الذي سجل هدفين فقط، وهو أقل المنتخبات المتأهلة تسجيلاً للأهداف. إن أرادت كرواتيا العبور إلى الدور ربع النهائي عليها بعثرة الدفاع الدنماركي المنظم واختراقه عبر الكرات البينية لتجنب تدوير الكرة السلبي، أما إذا أرادت الدنمارك العبور فعليها المخاطرة والهجوم من أجل هز شباك خصمها مع عدم ترك المساحات لكرواتيا وإلا ستكون النهاية السريعة.

المساهمون