بيع الخبز حرفة يومية لأطفال الجزائر

بيع الخبز حرفة يومية لأطفال الجزائر

10 مايو 2016
يضطرون للعمل وترك مقاعد المدرسة (العربي الجديد)
+ الخط -


يضطر عشرات الأطفال في الجزائر إلى مساعدة عائلاتهم وتحسين مدخولهم المادي، خاصة أبناء العائلات المعوزة والفقيرة، فتودع تلك الأجساد الصغيرة مقاعد الدراسة وتبدأ بالعمل لتحصيل الخبز اليومي.

ويلجأ كثيرون منهم إلى بيع الخبز التقليدي، أو ما يسمى باللهجة الجزائرية "الكسرة" أو "المطلوع" أو "خبز الطاجين" على حافة الطرقات أو في الأسواق الشعبية، خاصة وأن الجزائري يستهلك الكثير من الخبز، الذي يكوّن مادة غذائية أساسية على مائدة الطعام.

ياسين ابن العشر سنوات، يقول لـ"العربي الجديد" "الحاجة والفقر سبب بيعي للخبز"، فوالدته تعد أزيد من أربعين رغيفاً كل يوم ليبيعها في سوق الحي الذي يقطنه في بلكور بقلب العاصمة الجزائرية.

ويشير إلى أن بيع الخبز يعتبر وسيلة لكسب القليل من المال بعدما توفي والده، عندما كان في الرابعة من عمره، فلم يجد أمامه سوى الخروج إلى الشارع ومواجهة الحياة اليومية، لأنه يُعتبر اليوم رجل البيت لأسرته الصغيرة المكونة من أربعة أفراد.

ياسين ليس الوحيد ممن دفعتهم الحاجة والفاقة إلى امتهان بيع الخبز، فهناك عشرات الأطفال بنات وذكور يبيعون الخبز في الأسواق وعلى جنبات الطريق السريع، ومهمتهم اليومية اقتناص الزبائن والمارة، خاصة في الأحياء الشعبية التي تعد تجارة الخبز فيها والتقليدي منه تجارة رابحة وتدر المال.


على الرغم من الحرارة المرتفعة التي تشهدها العاصمة هذه الأيام، إلا أن الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة والخامسة عشرة يعملون مثل الكبار في الأسواق وينادون "خبز مطلوع سخون"، أي ساخن طازج، وهو ما يلفت انتباه المارة والزبائن.

في سوق "مارشي 12" كما يسميه سكان العاصمة الجزائرية في حي بلوزداد، تتوزع سلال الخبز التقليدي الذي تصنعه أمهات الأطفال في البيوت، لما يشكله من تجارة رائجة.

رحلة بيع الخبز، صارت يومية بالنسبة لأطفال كثر في عمر الزهور، ويشدد سمير ذو العشر سنوات لـ"العربي الجديد" أن بيع الخبز هو حل لمواجهة غلاء المعيشة، ويروي أنه يتكفل بمصاريف المدرسة لوحده، وبأن الظروف القاهرة تدفعه دائماً للعمل في أيام العطل. ويشكو من أنه لم يسبق أن أمضى العطلة الصيفية أو استمتع بالبحر أو حتى اللعب مثل باقي الأطفال.

سمير مطالب يومياً ببيع الخبز الذي تصنعه والدته في البيت، ويبيع الرغيف الواحد بـ 30 ديناراً جزائرياً، والأهم بالنسبة له أن ينهي اليوم بمحصول يمكنه من العودة للبيت وهو يحمل في جيبه الدنانير التي جناها في السوق، مشيراً إلى أنه يقوم ببيع أزيد من مائة رغيف يومياً، خاصة في أيام شهر رمضان التي تعرف رواجاً في تجارة الخبز التقليدي وتستقطب الزبائن.

المساهمون

The website encountered an unexpected error. Please try again later.