مضايا "المنسية"... وحيدة في مواجهة التهاب السحايا والجوع

مضايا "المنسية"... وحيدة في مواجهة التهاب السحايا والجوع

04 سبتمبر 2016
يفتقدون للأدوية والمواد الغذائية (Getty/ الأناضول)
+ الخط -



يعتقدون أن العالم سئم منهم وقرّر نسيانهم، هم ينتظرون الموت، لكنهم عاتبون على طول فترة عذابهم. نحو 40 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، محاصرون في مدن مضايا وبقين والزبداني، في ريف العاصمة السورية دمشق، وينتشر بينهم مرض السحايا، في وقتٍ يفتقدون فيه للأدوية والمواد الغذائية. وتذهب مناشدات الهيئات الطبية والإغاثية أدراج الرياح.

وفي هذا الإطار، أعلنت الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "بلدة مضايا منطقة موبوءة بمرض السحايا، بعد إصابة شخص ثانٍ من الكادر الطبي بالتهاب السحايا"، على حد قولها.

ونقلت أنّ "أهالي مضايا يوجهون نداءات استغاثة إلى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لإدخال كادر طبي مختص لإنقاذهم والحد من انتشار وباء السحايا"، مبيّنة أن "الوضع في مضايا ينذر بكارثة حقيقية، إن لم يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ ما تبقى من المحاصرين".

بدورها، أعلنت "الهيئة الطبية في بلدة مضايا" المحاصرة أن البلدة باتت موبوءة بمرض السحايا، وذلك بعد إصابة عائلة كاملة بالمرض، إذ انتقلت العدوى من الطفل لباقي العائلة، ثم إلى الطبيب الذي كان يشرف على وضعهم الصحي.

بدوره، أكد مدير الهيئة الطبية في البلدة، الدكتور محمد يوسف، إصابة أحد كوادر المشفى الميداني بالعدوى، وأن المرض بات ينتشر بشكل سريع في البلدة المحاصرة.



وأوضحت مصادر مطلعة من مدينة مضايا أنّ "الوضع في مضايا وبقين والزبداني المحاصرة منذ أشهر طويلة، يتدهور بشكل متواتر، جراء عدم دخول المساعدات الإنسانية منذ نحو أربعة أشهر، ما يجعل الأهالي يعانون من الجوع، وهم الذين يعيشون منذ سنوات على وجبة واحدة في اليوم، كانت لأشهر متواصلة عبارة عن الماء والملح، وبعض الأعشاب وورق الشجر".

ولفت إلى أنّ "الوضع الصحي سيئ للغاية، في ظل نقص الكادر الطبي والأدوية، في وقت تنتشر فيه الأمراض وأخطرها اليوم التهاب السحايا الذي ينتقل بالعدوى بين الأطفال، ما يهدد حياتهم بالخطر". كما بيّن أنّ "أكثر من 20 شخصا باتوا مصابين بالتهاب السحايا، يعانون من ارتفاع الحرارة الشديد، ما يهدد بإصابتهم بفقدان البصر أو الشلل، أو فقدان الحياة، في حين فشلت جميع المساعي إلى اليوم لإخراجهم من المدينة المحاصرة، أو إدخال الأدوية واللقاحات اللازمة".

وكانت الهيئة الطبية في مضايا قد أصدرت بيانا، نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت فيه الانتشار السريع لالتهاب السحايا، في ظل نقص شديد في المواد الغذائية والأدوية اللازمة، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بتحمل مسؤولياتها، وفتح ممر إنساني لتلك الحالات.

وفي هذا السياق، رأى مصدر معارض من دمشق، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الفاعل الأكبر في ملف مضايا والزبداني وبقين هم الإيرانيون وحزب الله، والسياسة التي يعتمدونها في هذه المناطق مشابهة لما حدث في حمص القديمة وداريا ومعضمية الشام وغيرها، إذ يتم فرض حصار خانق ليصل المحاصرون إلى خيار التخلي عن كل شيء مقابل إنقاذ حياة من تبقى، فيتم ترحيل المسلحين إلى إدلب، وتشتيت المدنيين في دور إيواء بعدة مناطق".

كما أشار إلى أن "الحزب عطل أكثر من مبادرة لإنهاء مأساة هذه المدن، على الرغم من أنها كانت لمصلحة النظام بشكل أو بآخر، آخرها كانت تقترح تسوية أوضاع الأهالي والمسلحين وعودة مؤسسات الدولة والقوات النظامية إلى المدن، في حين يرحل من لا يقبل التسوية ومن تبقى داخل مدينة الزبداني من مقاتلين ومدنيين، وهم بضع عشرات، ما يظهر إصراره على تهجير الأهالي".