مصر: نشطاء يضربون عن الطعام تضامنا مع قناوي

مصر: إضراب عن الطعام تضامناً مع مروة قناوي المضربة منذ 35 يوماً

04 مايو 2019
ضحية رصاص طائش (تويتر)
+ الخط -
أعلن عدد من النشطاء السياسيين في مصر، تضامنهم مع الناشطة السياسية، مروة قناوي، المضربة عن الطعام لليوم 35 وتحديداً منذ 31 مارس/آذار الماضي، للمطالبة بالقبض على قتلة ابنها يوسف العربي.

التضامن مع قناوي هذه المرة، خرج من ساحات مواقع التواصل الاجتماعي، عبر وسوم #لا_لضرب_النار_في_المناسبات و#مروة_مش_لوحدها، و#متضامنة_مع_مروة_قناوي، ودخل مرحلة التضامن الفعلي بالإضراب التضامني عن الطعام لمدة 24 ساعة. 

وأعلن المتضامنون إضرابهم عن الطعام، اليوم السبت، إلى غاية الساعة الـ11 من صباح غد الأحد، مع مروة قناوي المتمسكة بحق ابنها. وأكد مقربون منها، أنها خلال فترة إضرابها عن الطعام، انخفض وزنها لأكثر من 13 كيلوغراماً، كما أنها توقفت عن العمل لمنع أية مضاعفات صحية.

الطفل يوسف العربي، نجل قناوي الراحل، قتلته رصاصات طائشة من ضابط ونجل نائب برلماني بمدينة 6 أكتوبر العام الماضي أثناء حضورهم عرساً مجاوراً لمنزلها، إذ يشيع في مصر لدى بعضهم إطلاق رصاصات في الهواء كنوع من الاحتفال.

وفي 31 مارس/آذار الماضي، أعلنت قناوي عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنها ستضرب عن الطعام حتى يتم القبض على قتلة ابنها يوسف سامح العربي.

وكان الطفل يوسف العربي (13 عاما)، مع أصدقائه بمنطقة الحصري بمدينة 6 أكتوبر حيث فوجئوا بسقوطه على الأرض، وعند نقله على الفور إلى المستشفى اكتشف الأطباء وجود طلقة نارية في منطقة خطرة في المخ استقرت في رأسه ودخل في حالة غيبوبة كاملة. وتوفي بعد 12 يوما.

بعد أيام من الحادث توصلت جهات التحقيق إلى أن الطلقة مصدرها بندقية في عرس أقيم بالقرب من موقع الحادث، وهو ما تم تأكيده من خلال فيديو من العرس، يوجد فيه شخصان يطلقان النار للاحتفال. وتم تحديد مطلقي النيران وهما طاهر أبو طالب، وخالد عبد التواب.

وكشفت تحقيقات النيابة، أن من بين المتهمين في القضية ضابط هارب ونجل عضو بمجلس النواب، وأن الرصاصة التي أصابت يوسف، انطلقت من أحد الأفراح المقامة بالقرب من مكان إصابته، وأن الفرح شهد إطلاق نار عشوائياً من المتهمين الذين أُلقي القبض على اثنين منهم، وصدر قرار بضبط وإحضار الاثنين الآخرين، لكن قوات الأمن لم تتمكن من القبض عليهما حتى إحالة القضية إلى محكمة الجنايات.

ثم في 25 مايو/أيار 2018، أصدر المحامي العام قرارا بضبط وإحضار المتهمين وبعدها بفترة أحيلت القضية إلى المحكمة التي أصدرت حكمها على ثلاثة متهمين، بينهم هاربان، في قضية قتل الطفل يوسف سامح، بمعاقبتهم بالسجن سبع سنوات، مع إلزامهم بالمصاريف الجنائية.

يشار إلى أن جلسة المحاكمة القادمة في قضية يوسف العربي من المقرر أن تتم في 13 مايو/أيار الجاري.

الكاتبة والروائية، أهداف سويف، أعلنت أيضا إضرابها عن الطعام تضامنا مع مروة قناوي، عرفت عبر حسابها الخاص على "فيسبوك" بقصة يوسف العربي، وكتبت أن "طاهر محمد أمين (ضابط شرطة ونجل مدير أمن سابق) وخالد أحمد عبد التواب (ابن نائب برلمان) قتلا #يوسف_العربي ابن مروة قناوي... كانوا بيضربوا نار في فرح وهو اتصاب بطلقة منهم وهو واقف في ميدان الحصري يوم 13 مايو/أيار 2017. وبعد معاناة 12 يوم في غيبوبة، يوسف فارقنا يوم 29 مايو 2017، ومن ساعتها ومروة بتدور على #حق_يوسف".

وحسب إيمان ذكي، الطبيبة المتابعة لحالة قناوي، فإن"الإضراب عن الطعام هو الوسيلة السلمية التي استخدمتها مروة قناوي للمطالبة بحق ابنها يوسف، لكن للأسف ليست أسلم طريقة لها، لأنه بعد اليوم الثالث من التوقف عن الأكل يبدأ الجسم في استخدام الدهون كمصدر للطاقة بديلا للغلوكوز في عملية التمثيل الغذائي والذي ينتج عنه آثار جانبية خطيرة على المدى غير الطويل، وهذا يحدث أول ما يدخل الجسم في عملية أكسدة ومع مرور الوقت تزيد نسبتها في الدم والذي يعرّض حياة المضرب عن الطعام لخطر حقيقي بسبب تغير نسبة حموضة الدم".

وتابعت الطبيبة، في منشور عبر حسابها الخاص على "فيسبوك"، أنه "في حال انتهاء مخزون الجسم من الدهون يدخل في مرحلة المجاعة والتي تنتهي بتوقف الأعضاء الحيوية مثل الرئة والكلى والقلب عن أداء وظائفها Multiple Organ Failure".

وأضافت "طبعا هذه المراحل كلها تختلف في توقيت حدوثها من شخص لآخر حسب استراتيجياته في الإضراب وطبيعة جسمه وكتلته وحالة الصحية ككل. لكن المشكلة أن مروة تفقد وزنها بشكل سريع جدا وملفت، لأنها فقدت حوالي 12 في المائة من وزنها خلال فترة إضرابها (16 يوماً) والأطباء يعلمون أنه عند فقدان أكثر من 18 بالمائة من وزن الجسم يتعرض الشخص لمضاعفات صحية خطيرة وكثيرة، وطبعا لا يمكن لأي إنسان البقاء على قيد الحياة إذا فقد 40 بالمائة من وزن جسمه الطبيعي".

وأضافت "مروة على أعتاب الأسبوع الثالث من دون أكل وهذه المرحلة يبدأ فيها انخفاض مستويات البوتاسيوم وكتلة الدهون والعضلات والتعرض لنوبات من الألم والإغماء والبرد الشديد". وتمنت الطبيبة المعالجة من الناس التحرك "قبل دخولها مرحلة الخطر، وعدم استمرار إضراب مروة أكثر من 35 يوماً كحد أقصى خوفا عليها من الانهيار وتعرضها لهبوط في الدورة الدموية أو أي مضاعفات ثانية".

واختتمت منشورها بـ"حتى بعد انتهاء الإضراب عن الطعام، مروة لازم تظل تحت الملاحظة الطبية لإعادة عملية التمثيل الغذائي لطبيعتها ومحاولة تفادي ما يسمى بالـRefeeding Syndrome وهو في نفس خطورة الإضراب".