ما قصة "صاحب البيضة" مع الرئيس التونسي؟

ما قصة "صاحب البيضة" مع الرئيس التونسي؟

17 ابريل 2020
أصبح كريم يُعرف بـ"صاحب البيضة" (فيسبوك)
+ الخط -
خلّفت زيارة الرئيس التونسي، قيس سعيد، إلى محافظة القيروان، وتحديداً إلى وحدة صناعية لملابس الوقاية الطبية هناك، جدلاً واسعاً في تونس بسبب "صاحب البيضة".


يأتي هذا الجدل بعدما ظهر عناصر من الأمن الرئاسي للبحث عن "صاحب البيضة" وسط حضور عدد كبير من الأهالي، فإذا بعدد من الحاضرين ينادي على المواطن كريم "رويحة". أمّا قصة "صاحب البيضة" والرئيس، فيرويها كريم بنفسه.

يقول كريم بحروني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "رويحة" ليس لقبه وإنّما هي كنيته، موضحاً أنّه كان عائداً إلى بيته في منطقة العبابسة، في معتمدية حفوز بالقيروان، بعدما اشترى من محل بيع المواد الغذائية بيضة واحدة، نظراً لظروفه الاجتماعية الصعبة وتراكم ديونه لدى صاحب المحل، والتي بلغت نحو 500 دينار (نحو 178 دولارا أميركيا)، بالتالي لم يعد بمقدوره شراء أيّ مواد إضافية.

كريم، أب لثلاثة أطفال، وهو يرعى أيضاً شقيقته التي تعاني من إعاقة جسديّة، وهو عامل يومي. أصيب كريم بثلاث جلطات، ما حتّم بقاءه لفترة طويلة في المستشفى للعلاج، وقد غادره أخيرا.


يضيف كريم أنّه في طريق العودة إلى منزله، لمح سيّارات ضخمة، فاعتقد أنّ الموكب لمحافظ المنطقة، فبدأ يلوّح بالبيضة. فتوقّفت السيارات وترجّل رئيس الجمهورية، قيس سعيد، من السيارة، الأمر الذي فاجأه كثيرا.

يؤكّد كريم أنّه أخبر الرئيس بأنّ تلك البيضة هي عشاؤه وعشاء أسرته. فبكى سعيد تأثراً وواساه، ووعده بأنّه سيعود إليه بعد إنهاء الزيارة.

ويقول كريم: "كنت متيقناً من عودته، ولكن طال الانتظار، وبدأ اليأس يدبّ في نفسي. كما أنّ ساقي تؤلمني بحكم مرضي، فعدت إلى البيت. في ساعة متأخرة من الليل، سمعت عندها أهالي المنطقة ينادون باسمي، إذ كان الرئيس في المنطقة، يبحث عن (صاحب البيضة)".

 لم يصدّق كريم الأمر بدايةً، وشقّ طريقه وسط جموع غفيرة من الناس، ليلاقي الرئيس الذي منحه علبة كرتونية تحوي مساعدات غذائية. كما تمّ توزيع العلب ذاتها على سكّان منطقة كريم.

ويشير كريم، أو "صاحب البيضة"، إلى أنّه بعد هذه الحادثة، شعر لأول مرة بأنّه مواطن في الدولة، وأنّ الرئيس لم ينسَ وعده بالعودة إليه.

المساهمون