أميّة الأطفال تهدد مستقبل العراق

أميّة الأطفال تهدد مستقبل العراق وسط عجز الحكومة عن تحجيمها

12 يوليو 2018
يغادر أطفال العراق المدرسة للعمل (وليد الخالد/فرانس برس)
+ الخط -

تتفشى ظاهرة الأمية بين أطفال العراق في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة، وعجز حكومي عن مواجهة أسبابها، في حين يحمّل مختصون الحكومة المسؤولية لعدم وضعها الحلول الناجعة للقضاء على الظاهرة المهينة لتاريخ البلاد.

وقال مسؤول في وزارة التربية العراقية لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدد الأطفال الأميين في العراق مخيف بعدما تجاوز ثلاثة ملايين طفل دون 12 سنة"، وبين المسؤول الذي طلب إخفاء هويته، أنه لا توجد إحصائية شاملة، "الوزارة تتجاهل أمية الأطفال، وتتجنب حتى بحثها، وهذا الصمت تجاه هذه المشكلة سببه عدم وجود أي توجه نحو الحل".

وقال الأستاذ في جامعة بغداد، محسن الخزرجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك أسبابا كثيرة لتفشي الأمية بين الأطفال، بعضها سياسي يتعلق بأزمة النزوح وتداعياتها، وبعضها اقتصادي يتعلّق بارتفاع نسب الفقر، ما يدفع العائلات إلى تشغيل أطفالهم وترك التعليم، كما أن هناك أسبابا تتعلق بثقافة المجتمع، والسبب الأخير هو الأقل تأثيرا".

وأكد أنّ "كل تلك الأسباب مجتمعة تتحمل نتائجها الحكومة، ولا أقصد الحكومة الحالية فقط، بل كل الحكومات التي تعاقبت على البلاد في السنوات الأخيرة. لم نشهد أي خطط لمواجهة المشكلة الخطيرة التي اجتاحت البلاد في العقدين الأخيرين".

وأوضح أنّه "في حال استمرار العجز الحكومي، فإنّ تفشي الجهل في المجتمع سيؤثر على البلاد بشكل عام، وسيكون له تأثير أوضح على الأمن، إذ إنّ الجماعات المسلحة والعصابات تنمو داخل التجمعات غير المتعلمة. على الحكومة تبني برنامج واضح للقضاء على الأمية، وخصوصا بين الأطفال، وإنقاذ المجتمع من هذه الآفة الخطيرة التي تهدد المستقبل".


بدوره، أكد النازح من الموصل، أبو عبد الله، أنّ إهمال الحكومة للنازحين حال دون تعليم أبنائهم، وقال لـ"العربي الجديد": "لم يستطع أبنائي الاستمرار في الدراسة خلال سنوات النزوح الثلاث. الأكبر ترك الدراسة في السادس الابتدائي، والثاني تركها في الصف الثالث، والأصغر لم نستطع تسجيله في المدرسة من الأساس".

وأوضح أنّ "التسجيل في المدارس والمداومة على الدراسة في المناطق التي نزحنا إليها يحتاج إلى تكاليف باهظة عجزنا عن توفيرها"، محملا الحكومة مسؤولية كل ذلك، بسبب إهمالها للنازحين الذين وصل عددهم إلى نحو 5 ملايين نازح.

دلالات

المساهمون