كورونا يطرد اليابانيين من المدن الكبرى

كورونا يطرد اليابانيين من المدن الكبرى

09 يونيو 2020
سجلت اليابان نحو 17 ألف إصابة بكورونا(كازوهيرو نوجي/فرانس برس)
+ الخط -
بينما يحب بعض الأشخاص الحشود، فإنّ آخرين يمقتونها، لكن، في اليابان أنت مجبر في جميع الأحوال على العيش في ازدحام لا ينتهي، في مدن البلاد الاقتصادية الرئيسة. ليس لديك أيّ خيار في ذلك. طوكيو العاصمة، هي التي تستقطب أكبر عدد من النازحين داخلياً من الأرياف والمدن الصغيرة. وطوكيو التي تأجلت ألعابها الأولمبية حتى صيف 2021، هي النموذج لكي تكون جزءاً مما يحصل، أو بعبارة أخرى، أن تكون شريكاً أساسياً في ما تحققه اليابان من إنجازات اقتصادية وتكنولوجية وعلمية. لكنّها الآن، هي المكان الذي يهرب منه البعض، في ظلّ أزمة فيروس كورونا الجديد، بحسب موقع "جابان توداي".

مثل هذا الالتفاف العكسي الملحوظ، شهدته البلاد لأول مرة في أوائل تسعينيات القرن الماضي، عندما انهار الاقتصاد. ومنذ ذلك الحين، بات هناك شدّ وجذب، بين من يأتي من النازحين إلى المدن الكبرى ومن يرحل، من دون أن تكون هناك طفرات كبيرة جداً. لكنّ فيروس كورونا الجديد يعد بمثل هذه الطفرة للراحلين عن تلك المدن.

ليست هنالك أرقام بعد على هذا التوجه، خصوصاً من طوكيو المدينة، التي تضم أكثر من ثمانية ملايين و300 ألف نسمة، إلى منطقتها الريفية، لكن هناك كثير من الحالات التي بدأت تُلحظ. من ذلك قصة شاب عشريني كان على وشك التخرج من الجامعة، وتلقى عرض عمل من شركة إعلانات رائدة. وكان مسروراً بذلك، إذ كلّ شيء يسير كما هو مخطط له، فالوظيفة بدوام كامل، ما يعني الاستقرار طويلاً وتحقيق الأحلام المرتبطة بالمال والترقّي. لكن، بعد انتشار الفيروس برزت فكرة مخالفة تماماً في دماغه، تقول له "اخرج... ابتعد". فاتصل بالشركة وألغى كلّ الترتيبات، وقرر الابتعاد بالفعل عن المدينة من دون أن يحدد إلى أين بعد.




شخص آخر، ليس شاباً هذه المرة، بل مالك مطعم في مدينة أوكاياما، في الرابعة والأربعين، كان مشروعه ناجحاً ويعجبه الوضع الذي هو فيه، لكنّ الإغلاق المؤقت في مارس/ آذار الماضي، منحه فرصة نادرة للتفكير. وبالفعل قرر أن يهاجر إلى جزيرة سو أوشيما الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 17 ألفاً، فذهب في زيارة استطلاعية، والآن يسعى إلى تصفية أعماله بالكامل والرحيل فوراً إليها خلال يونيو/ حزيران الجاري. لا يعرف تماماً بعد ما النشاط الذي سيمارسه هناك، لكنّه سيتدبر أمره، خصوصاً أنّ السكن والوظائف متوفران في الأرياف بموجب خطط محلية لاجتذاب السكان، إذ أظهر تقرير سابق أنّ 30 في المائة من المساكن في المناطق الريفية في اليابان ستكون خالية تماماً بحلول عام 2033.