كورونا والغلاء يحرمان السوريين من فرحة استقبال رمضان

كورونا والغلاء يحرمان السوريين من فرحة استقبال رمضان

23 ابريل 2020
كورونا تسبب شللاً في الحياة الاقتصادية بسورية (فرانس برس)
+ الخط -
اعتادت العائلات السورية أن تنشغل في الأيام التي تسبق بدء شهر رمضان بتجهيز احتياجاتها الخاصة بالصيام، وعلى رأسها المواد الغذائية، لكن الأجواء الرمضانية المعتادة تغيب هذا العام، إذ ألقت جائحة كورونا بظلالها على السوريين، مسببة شللاً للحياة الاقتصادية والحركة، بالتوازي مع ازدياد نسبة الفقر المدقع والعوز.  
ولكن يبدو أن الحركة في شوارع دمشق، هذا الأسبوع، أصبحت أكثر حيوية، مقارنة بالأسابيع القليلة الماضية، جراء التخفيف من الإجراءات التي اتخذتها حكومة النظام، إذ سُمح بفتح محلات الحلاقة وصالونات التجميل، طيلة أيام الأسبوع، إضافة إلى محلات الخياطين، ومغاسل السيارات وكي الملابس والمكتبات ومحلات بيع الزهور والأدوات الصحية والأجهزة الخليوية ومستلزماتها، يومي الثلاثاء والخميس من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثالثة عصراً من كل أسبوع.

كما سُمح بفتح محلات الألبسة والأحذية، يومي الاثنين والأربعاء في التوقيت نفسه، إضافة إلى عمل دوائر الجباية المالية الحكومية والمصالح العقارية في المحافظات، والمصارف الحكومية والخاصة، وشركات الصرافة المرخصة.

ويقول أبو تحسين المغربي (67 عاماً)، من سكان دمشق، لـ"العربي الجديد": "يمر رمضان علينا هذا العام ونحن في وضع أصعب من كل الأعوام السابقة، إلى درجة أنني لا أشعر بخصوصية هذا الشهر الكريم، فشهر رمضان، إضافة إلى أنه شهر عبادة، كانت له طقوس وعادات محببة على قلوب جميع السوريين".

ويتابع "لطالما كنت أنتظر شهر رمضان من أجل اجتماع العائلة، حيث كانت تكثر الزيارات العائلية، وحتى عندما كبرت، أصبح هذا الشهر مناسبة لأجتمع بأبنائي وأحفادي، وبقية العائلة من أشقاء وشقيقات، أما الآن فلا أشعر بتلك السعادة، جراء اختصار الزيارات بسبب فيروس كورونا، ومنع التنقل بين المحافظات والأرياف والمدن".

وإضافة إلى العلاقات الاجتماعية، يترك شهر رمضان بصمة على موائد السوريين، حتى تتميز موائد رمضان بمشروباتها المتنوعة، كعرق السوس والتمر الهندي والتماري وعصير المشمش وغيرها، والفتات والفول والنعومة والتمور والفواكه، إلا أن غالبية الناس تفتقد هذا العام إلى كل تلك المواد على موائدها، بحسب أبو إبراهيم ياسين (42 عاماً)، وهو موظف في إحدى المؤسسات العامة، ورب أسر مكونة من 4 أشخاص.

ويقول لـ"العربي الجديد": "نعيش في ضائقة اقتصادية غير مسبوقة، فغالبية الناس توقفت أعمالهم، بسبب قرارات الحكومة الخاصة بفيروس كورونا، وتضاعفت الأسعار خلال الشهر الأخير تقريباً، وخاصة أسعار المواد الغذائية، حتى أصبحنا في حيرة يومية حول ما يمكن أن يملأ معداتنا، أضف إلى ذلك أزمة الغاز الخانقة، حيث خُصصت لكل عائلة أسطوانة غاز واحدة كل 60 يوماً، وهي مع التقشف بالكاد تكفي 30 يوماً".

ويضيف "ومع سياسة تقنين الخبز عبر البطاقة الذكية، أصبح استقبال الضيوف، سواء للإفطار أو للسحور أمر مربك، فالخبز بالكاد يكفينا، وحتى موائد رمضان التي كنا نجتمع حولها، أصبحت الواحدة منها تحتاج إلى راتب موظف لشهر كامل".

بدوره، يقول أبو هشام قصيباتي، وهو بائع في أحد محال بيع الحلويات في دمشق، لـ"العربي الجديد": "في ما مضى كان رمضان شهر احتفالات وسهر، وكنت أُزين المحل والشارع بالإضاءة والأعلام وتستمر الحركة في السوق حتى الصباح، لكن اليوم أصبح الأمر مكلفاً، وحتى السوق شبه مشلول، وهناك حظر تجول من الساعة 7:30 مساء حتى الساعة 6 صباحاً، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنوني".

كما يشير إلى أن مقدرة الناس على الشراء تراجعت بشكل كبير، لافتاً إلى أن أرباب الأسر يفضلون شراء المواد الأكثر أهمية بالنسبة لهم، ويتنازلون عن شراء الحلويات واللحوم والفواكه.

يُذكر أنه رُصدَت في سورية 42 إصابة بفيروس كورونا، وتم تسجيل 3 وفيات، فيما تعافى 6 مصابين من الفيروس.

دلالات

المساهمون