الطفل المقدسي عوض الرجبي...عذبه الاحتلال وحرمه من عائلته ومدرسته

الطفل المقدسي عوض الرجبي...عذبه الاحتلال وحرمه من عائلته ومدرسته

17 سبتمبر 2018
عوض الرجبي في منزل جده(العربي الجديد)
+ الخط -


الطفل المقدسي عوض عمر الرجبي من بلدة سلوان جنوب البلدة القديمة، لا يتجاوز عمره الرابعة عشرة، ولا يزال مبعداً عن منزل عائلته حتى إشعار آخر، ويعيش في بيت جده في حي واد الجوز إلى الشمال من البلدة القديمة من القدس، يسترجع تفاصيل مرعبة عن جلسات تحقيق وتعذيب وحبس انفرادي تخلله تقييد يديه وقدميه، ووضع عصبة من قماش نتن على عينيه.

"العربي الجديد" التقى الطفل عوض في منزل جده، الذي لم يغادره حتى إلى مدرسته بموجب أمر من الاحتلال الإسرائيلي الذي فرض عليه الحبس المنزلي المفتوح.

وروى عوض تفاصيل ما تعرض له على أيدي محققين إسرائيليين، فقال: "حين اقتحم الجنود منزلي في بلدة سلوان، كنت في مدينة الناصرة مع جدتي، فاعتقلوا والدي واعتدوا عليه بالضرب وطلبوا منه إحضاري للتحقيق الفوري من الناصرة. في اليوم التالي سلمني والدي للتحقيق في غرفة رقم (4) وخرجت منها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وخلال ذلك قام الجنود بالاعتداء علي وأنا في طريقي إلى غرفة التحقيق".

وتابع: "هناك تلقيت المزيد من الضرب والركل والصراخ والأسئلة والشتائم من قبل عدد من المحققين، قام أحدهم بوضع حبل على رقبتي وسحبوني للخلف لكي يخنقوني به، وكانوا يضربونني على وجهي، وأرغموني على الجلوس على الأرض وضربوني بهراوة على رقبتي وظهري، وهددوني بالصعق بالكهرباء".
آثار الضرب والكدمات بانت على ظهره(العربي الجديد) 

خلال ذلك حرم عوض من قضاء حاجته أو شرب الماء، وأمضى أياما وليالي في غرفة تحقيق شديدة البرودة، وقال: "كانوا يطلبون مني الاعتراف أولا، وحين كنت أرد بأن لا شيء لدي لأعترف به كانوا يوجهون لي الصفعات والركلات، كنت أشعر بالبرودة لأن التبريد مرتفع جداً داخل الغرف الصغيرة والنوافذ مغلقة، وكنت أجبر على خلع قميصي، وعند إزالة الربطة عن عيني كانوا يقومون بإَضاءة وإطفاء ضوء الغرفة الأحمر عدة مرات متتالية".

بحضور قاضي الاحتلال، وخلال جلسة المحاكمة الأولى التي مددت اعتقال عوض، كشف الطفل عن ظهره وكانت آثار الكدمات والضربات واضحة، وبالرغم من ذلك لم يعر القاضي أي اهتمام له، ثم اقتاد جنود الاحتلال الطفل عوض مرة أخرى إلى غرف التحقيق في قضية اتهام غير الأولى، وهناك أيضاً تعرض للضرب لانتزاع الاعتراف منه برشق الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود والمستوطنين.

وأضاف عوض: "لم أعترف بشيء، وفي جلسة المحكمة الثانية عرضت مجددا آثار التعذيب على جسدي وطلبت تقديم شكوى، لكن القاضي رفض ذلك، قائلاً: الشكوى تقدم للجهات المختصة (ماحش) وليس هنا".
ذكر تفاصيل تعذيبه وسوء معاملته (العربي الجديد) 

أمضى عوض نحو شهر ونصف الشهر بسجون الاحتلال، وأفرج عنه يوم 27 أغسطس/آب الماضي، بعدة شروط، منها: الحبس المنزلي حتى نهاية الإجراءات القانونية ضده، الإبعاد من منزله في سلوان إلى حي وادي الجوز، دفع كفالة نقدية إضافة إلى التوقيع على كفالات مالية. وفي مطلع سبتمبر/أيلول الجاري عُرض عوض على المحكمة التي أجلت النظر بالإجراءات إلى منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

حتى موعد محاكمته، سيظل عوض رهين الحبس المنزلي، محروما من الالتحاق بمدرسته والانضمام إلى زملائه، وممارسة حياته بطبيعية بعيدا عن كواليس الاعتقال والتحقيق والتعذيب، وهي ذكريات مؤلمة لن ينساها كما يقول.

عوض يحلم الآن باللحظة التي يعود فيها إلى منزل عائلته في حي بطن الهوى في سلوان، فهناك والداه وإخوته، وهناك أصدقاؤه وكتبه المدرسية، وهناك يعيش طفولته. وما يخشاه عوض هو أن تقرر المحكمة في جلستها الشهر القادم حبسه، ليعود ثانية إلى السجن ويمضي عقوبة فعلية غير عقوبة الحبس المنزلي التي حرمته من كل شيء.