لبنان: خمس جثث للاجئين سوريين بعد عملية عرسال

لبنان: الكشف عن خمس جثث للاجئين سوريين بعد عملية عرسال

04 يوليو 2017
أحد مخيمات اللاجئين السوريين في محافظة البقاع (تويتر)
+ الخط -
ارتفع عدد الجثث المؤكد وجودها في مستشفيات محافظة البقاع إلى تسع بحسب تأكيد مصادر محلية في بلدة عرسال على حدود لبنان الشرقية مع سورية، منها أربع تعود للانتحاريين في مستشفى بعلبك الحكومي، وجثتان في مستشفى الأمل، وثلاث في مستشفى زحلة. وأكدت مصادر محلية أن خمس جثث تعود إلى لاجئين تم توقيفهم "وهم أحياء وبصحة جيدة"، قبل أن يتم تبليغ ذويهم بأنهم من بين القتلى.


وأوضحت المصادر المحلية، أن العثور على جثث اللاجئين السوريين، جاء بعد أيام على توقيف الجيش اللبناني مئات اللاجئين خلال عملية أمنية في البلدة تخللها مقتل طفلة سورية وخمسة انتحاريين وجرح سبعة عسكريين.


وقالت هذه المصادر لـ"العربي الجديد" إنه "لا يمكن الجزم بسبب وفاة اللاجئين، سواء كان تحت التعذيب بعد اعتقالهم أو خلال العملية الأمنية التي تمت بين خيم اللاجئين في مخيمي "النور" و"القارية" في وادي الأرانب على أطراف عرسال نهاية الأسبوع الماضي".


ورجحت المصادر المحلية نفسها ارتفاع محصلة القتلى الذين سيُعلن عنهم تباعاً خلال الأيام القليلة المقبلة "بعد الحديث عن مقتل نحو 20 لاجئاً خلال العملية فقط". ويجري حديث غير مؤكد عن وجود أربع جثث إضافية في مستشفى ثانٍ، هو مستشفى بعلبك القريب من بلدة عرسال.



حملة إلكترونية لحماية اللاجئين

وفي سياق متصل، أطلق ناشطون حملة إلكترونية عبر موقع "آفاز" تطالب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، بتأمين الحماية لمخيمات اللاجئين السوريين في لبنان.


وجاء في نص الحملة التي حملت عنوان: أمنوا الحماية لمخيمات اللاجئين السوريين في لبنان "يتعرض اللاجئون السوريون في لبنان عموماً وفي مخيمات عرسال خصوصاً إلى انتهاكات خطيرة، وممارسات عنصرية كان آخرها يوم 30 حزيران الماضي، حيث اقتحم الجيش اللبناني مخيمين في عرسال بالآليات العسكرية والرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل عدد من اللاجئين من بينهم طفلة واعتقال عدد كبير منهم، بالإضافة إلى التعرض للإهانة والضرب وكتابة كلمات على ظهور اللاجئين وهم مقيدون ومرميون على الأرض تحت الشمس الحارقة".



ويشار إلى أن الجيش اللبناني أوقف 400 لاجئ سوري عشوائياً، بعد مداهمتين نفذهما أحد أفواج النخبة في الجيش (الفوج المجوقل) لمخيمي "النور" و"القارية" عند أطراف بلدة عرسال. وهي العملية التي أثارت ردود فعل واسعة، اعتراضاً على انتهاك الجيش حقوق اللاجئين.


وشهدت البلدة تطورات ميدانية خلال الأسابيع الماضية، تمثلت في إنجاز مليشيا "سرايا أهل الشام"، القريبة من النظام السوري ومن "حزب الله" اللبناني، الترتيبات اللوجستية اللازمة لعودة اللاجئين من بلدات منطقة القلمون السورية إلى منازلهم، بعد إقصاء خطر تنظيمي "داعش" و"فتح الشام" المُنتشرين في حيّز ضيق من الجرود المُمتدة بين البلدين.





كذلك أنجزت المليشيا ذاتها عملية انتقال نحو 500 عائلة سورية من عرسال إلى بلداتها في عسال الورد والطفيل مطلع الشهر الماضي، في دفعة أولى تمهيدية لعودة مزيد من العائلات بالتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري و"حزب الله" و"سرايا أهل الشام".


يذكر أنه في عام 2014، اندلعت معركة بين تنظيمي "داعش" و"فتح الشام"، وبين الجيش اللبناني، داخل عرسال، على خلفية توقيف الجيش قائد إحدى المجموعات المسلحة التي بايعت زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، وهو التطور الذي أدى إلى زيادة الضغط الأمني والعددي والاقتصادي للاجئين على البلدة، في ظل تقصير الدولة اللبنانية في متابعة أوضاعهم.


وأسفرت هذه المعركة عن مقتل عشرات المدنيين والعسكريين والمسلحين السوريين واختطاف عسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي، أعدم التنظيمان أربعة منهم، قبل إطلاق سراح 16 آخرين عام 2015 عبر وساطة قطرية. ويبقى مصير تسعة عسكريين أسرهم "داعش" مجهولاً حتى اليوم.


وسُجلت مشاركة عناصر من "حزب الله" في معركة عرسال من الجانبين اللبناني والسوري. وانتقلت المعارك بعدها إلى جرود البلدة التي وصلها عناصر الحزب بعد استيلائهم على مناطق واسعة من جرود القلمون.


وينحصر انتشار عناصر "داعش" و"فتح الشام" حالياً في حيز جغرافي ضيق من جرود عرسال، ويخوضون معارك فيما بينهم، إلى جانب معاركهم مع "حزب الله" واستهداف الجيش اللبناني الدائم لهم بالمدفعية والغارات الجوية.





المساهمون