نازحون يخشون العودة إلى بلداتهم في إدلب رغم الهدنة

نازحون يخشون العودة إلى بلداتهم في إدلب رغم الهدنة

16 سبتمبر 2019
عائلة سورية تعيش داخل حافلة مدمرة (زين الرفاعي/فرانس برس)
+ الخط -
عاد عدد محدود من نازحي مناطق الريف الجنوبي في إدلب إلى قراهم وبلداتهم ومناطقهم مقارنة بعدد النازحين الذي تجاوز مليون نسمة، وتدفع أسباب كثيرة الأهالي للبقاء في المناطق التي نزحوا إليها، أو البحث عن بديل دائم عن منازلهم في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام في أغسطس/ آب الماضي.


غادر الثلاثيني مصطفى قنديل وعائلته بلدته كفرسجنة قبل نحو ثلاثة أشهر قاصدا الريف الشمالي الغربي في إدلب، كونه آمناً نسبياً لقربه من الحدود السورية التركية، وليس ضمن خطوط المعارك المباشرة.
وقال قنديل لـ"العربي الجديد"، عن أسباب عدم عودته إلى بلدته رغم مضي نحو 15 يوما على إعلان روسي عن هدنة في إدلب: "لا شيء يدفعنا للثقة بأن هذه الهدنة حقيقية، فقد خضنا هذه التجربة مرارا طيلة أعوام، ورغم الحديث عن هدنة تعرضت بلدتي أمس لعدد كبير من قذائف المدفعية، وليس فيها سوى الشبان ممن يقضون أوقاتهم في مغاور قريبة من البلدة، والذين يتنقلون بين مناطق نزحت إليها عائلاتهم وبين البلدة كما يفعل أهالي البلدات المحيطة".

وأوضح أن "الحديث عن الهدنة مبالغ فيه كثيرا، وما يحدث في الواقع أن عدد غارات الطيران الحربي أقل، لكن القصف المدفعي والصاروخي لم يتوقف، ويجري بشكل شبه يومي، وعودة الأهالي في ظل هذه الظروف صعبة وخطرة".

في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام يبدو الأمر محسوما بالنسبة للنازحين منها، كون من أرغمهم على مغادرتها بالقصف والتدمير هو من يسيطر عليها الآن، ومن يعود سيكون عليه تحمل العواقب، فقد يتعرض للاعتقال أو التعذيب أو المضايقات، كما حدث في مناطق التسوية والمصالحات.

وتعتبر التسوية مع النظام أمرا محتوما لمن يريد العودة، وروج النظام مؤخرا لعودة المدنيين إلى المناطق التي سيطر عليها مؤخرا في ريف حماة الشمالي عبر ممر آمن في منطقة مورك وممر آخر في بلدة أبو الضهور بريف إدلب الشرقي.

وعزا النازح من بلدة الهبيط محمد جلول عدم عودة النازحين من المناطق التي غادروا إليها بأنه "لا شيء حقيقيا يضمن عودتهم، فمن أعلن عن الهدنة قد ينهيها في أي وقت"، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الأهالي يترقبون هدنة حقيقية تضمن لهم العودة والاستقرار في مناطقهم بريف إدلب الجنوبي، لكن حاليا لا وجود لأية ضمانات، فتكاليف العودة كبيرة، وفي حال اضطرت العوائل إلى النزوح مرة أخرى ستضطر لدفع تكاليف كبيرة، والغالبية لا يملكون ما يكفي لتدبير النفقات اليومية".

وأوضح فريق "منسقو استجابة سورية" في بيان اليوم الاثنين، أن "عدد العائدين إلى مناطقهم من بين مليون نازح يصل إلى نحو 23 ألفا فقط، والمعوقات التي تمنع النازحين من العودة وهي: عدم ثقة الأهالي المدنيين في قرار وقف إطلاق النار، وخاصة مع استمرار الخروقات من قبل النظام وروسيا، وسقوط مزيد من الضحايا، إضافة لتوقف المنظمات والهيئات الإنسانية في المنطقة التي شهدت عمليات عسكرية واسعة النطاق، وتضرر عدد كبير من المنشآت والبنية التحتية في المنطقة وتدمير الأحياء السكنية في المناطق التي تعرضت للقصف والاستهداف، بينما الأهالي ليست لديهم القدرة على الترميم أو إصلاح المساكن التي تنتشر المخلفات الحربية والذخائر داخلها وفي محيطها مما يهدد حياة المدنيين".

وحسب البيان، فإن نسبة الاستجابة من قبل المنظمات والهيئات الإنسانية لمتطلبات النازحين لا تتجاوز 32 في المائة، وتم توزيع مساعدات غير غذائية تقدر بنحو 914 ألف سلة، ويحتاج النازحون إلى نحو 56 عيادة متنقلة، ويقدر عدد ربطات الخبز المطلوبة يوميا بنحو 245 ألفا، إضافة إلى 266 ألف ليتر من مياه الشرب.

المساهمون