الأمم المتحدة تحارب البلاستيك وتدافع عن البيئة

الأمم المتحدة تحارب البلاستيك وتدافع عن البيئة

06 يونيو 2018
التلوث ينهك الكوكب (تويتر)
+ الخط -


شهد اليوم العالمي للبيئة أمس، الخامس من يونيو/حزيران، نشاطات عدة في أروقة الأمم المتحدة عُقدت تحت شعار "التغلّب على التلوث بالبلاستيك"، وانضوت تحته احتفالات شهدتها المدن حول العالم.

استهل الاحتفال الذي استضافته الهند هذا العام، بكلمة قصيرة مسجلة بالفيديو للأمين العام أنطونيو غوتيريس شدد فيها على أهمية توحيد الجهود العالمية، للتغلب على هذا الخطر المحدق بالكوكب والبشر ومستقبلهم.

وذكر أن ثمانية ملايين طن من البلاستيك تلقى في المحيطات وعددها يفوق عدد النجوم في مجرتنا. وحذّر من استمرار الممارسات السائدة التي ستجعل كميات البلاستيك في المحيطات تفوق الأسماك بحلول عام 2050.

ودعا للتوقف عن استخدام منتجات البلاستيك أحادية الاستخدام، قائلاً "إذا لم يكن بإمكانك إعادة استخدامه، ارفضه". وأنهى كلمته بالقول "معاً يمكننا رسم طريق نحو عالم أكثر نظافة".



وفي واحدة من الجلسات الرئيسة في مقر المنظمة الأممية، أشار أكثر من متحدث إلى دور البلاستيك في الاقتصاد واستخدامه العالمي الذي يعود إلى بداية الثورة الصناعية، لافتين في الوقت نفسه إلى تأثيره السلبي والخطير على أنهارنا وبيئتنا. وأوضح المشاركون على سبيل المثال أن كيس البلاستيك الذي يستعمل مدة 20 دقيقة يتطلب 400 عام حتى يتحلل في الطبيعة، وأن ثلث الأغلفة البلاستيكية لا يعاد تدويرها.



ونبّه المشاركون إلى خطر الميكروبلاستك على البحار والكائنات. ولفتوا إلى بدء التحرك العالمي لمواجهة مخاطر البلاستيك على حياة الكوكب، إذ أن أكثر من 60 بلداً بدأت تطبق سياسات لحل مشاكل التلوث بالبلاستيك، وإن 24 بلداً وقعت على التزامات لحماية البحار والتقليل من منتجات البلاستيك للاستخدام الواحد.

وشدد مشاركون على دور المبادرات الشعبية في تقديم الحلول، ومنها مثلاً مبادرة مجموعة من النساء المهمشات في الهند بتنظيف مدينتهن، وشكلن "جيشاً" من النساء يفيد بخدماته نحو 600 ألف بيت في مدينة بونه حيث الخدمات لا تتوفر فيها. ونجحن في إعادة تدوير آلاف الأطنان من النفايات.



وتحدث وزير البيئة الإستوني، عن مجلس البيئة للأمم المتحدة، عبر الفيديو. وقال إن المحيطات هي أكبر منظومة بيئية وأكبر مشكلة تواجهها حالياً هي البلاستيك. وشدد على أنه بإمكان البشر أن يغيروا عاداتهم، ومن الضروري مساعدة المصممين على تصميم مواد أفضل. ودعا الجميع إلى الامتناع عن شراء المواد البلاستيكية التي لا يمكن إعادة استخدامها، إلى الانضمام إلى يوم التنظيف العالمي في 15 سبتمبر/أيلول المقبل.

ورأى ممثل الهند، سيد أكبر الدين، إن تأثير أفعال البشر على البيئة خطير. واستعرض التحديات البيئية التي تواجهها الهند يومياً، مؤكداً التزام بلاده بمكافحة التلوث منذ عام 1972 وبنتائج مؤتمر استوكهولم وقمة المناخ في باريس عام 2015.

وذكر أن مسؤولية الهند تنبع من تراثها ومفهوم التعايش مع الطبيعة. وقال: "أعلنت حكومة الهند اليوم (أمس) أنها ستوقف إنتاج البلاستيك المستخدم مرة واحدة بحلول عام 2022". وأضاف أن الهيئة المسؤولة عن جامعات الهند أصدرت تعليماتها بوقف استخدام كل أنواع البلاستك التي لا يمكن إعادة استخدامها. وذكّر بمبادرات تنظيف الشواطئ في مومباي واستخدام بقايا البلاستيك في بناء الطرق في الهند، وبأن مطار كوجن في الهند هو أول مطار يعمل بالطاقة الشمسية في العالم.



وأشار إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية والذي انطلق بعضوية 45 دولة وهو الآن يضم 60 دولة تتعاون في مجال التكنولوجيا والموارد بهدف التحول إلى الطاقة الشمسية. وتعهد بقيام الهند بتحمل نفقات تحويل مبنى الأمم المتحدة للعمل بالطاقة الشمسية.


في النصف الثاني من الجلسة تحدث ممثلو عدد من الدول الأعضاء عن جهود بلادهم في محاربة التلوث. فتحدث سفير السويد عن كيفية تحسين طريقة التعامل مع الكوكب والبيئة وضرورة الإيفاء بالالتزامات. وذكر أن 85 بالمائة من قناني البلاستك يعاد تدويرها في السويد.

أعقبه سفير كوستاريكا الذي شدد على أن خطر التلوث يؤثر على الجميع ولا يستثني أحداً. وأشار إلى أن بلاده تبنت استراتيجية منع البلاستيك ذي الاستخدام الواحد خلال أربع سنوات.



وأشار ممثل سريلانكا إلى تأثير التلوث والبلاستيك بالذات على الشواطئ واقتصاد السياحة في بلاده. واعتبر أن الشباب الذين هم أكثر وعياً بأزمات البيئة، سيلعبون دوراً مهماً في حل هذه المشاكل. وألقى ممثلو استونيا وبنما والفلبين ودول أخرى كلمات قصيرة.

المساهمون