الجامعة البريطانيّة في مصر تفصل الطلاب.. فيقاضونها

الجامعة البريطانيّة في مصر تفصل الطلاب.. فيقاضونها

19 نوفمبر 2014
الجامعة البريطانية في مصر
+ الخط -


مع بدء العام الدراسي الحالي، قررت إدارة الجامعة البريطانية في مصر فصل أكثر من 30 طالباً، ما بين فصل لمدة أسبوع والفصل لعام دراسي كامل، مع منع الطالب المفصول من دخول الجامعة بشكل نهائي خلال فترة فصله.
الأسباب التي ذكرتها إدارة الجامعة في خطابات الفصل الرسمية، ضمّت التحريض على الشغب والعمل على تعطيل الدراسة، حتى إن بعض الطلاب جرى فصله بناءً على ما كتبه من رأي على صفحته الشخصية على موقع التواصل، "فيس بوك"، وهو ما وصفته الجامعة بالسب والقذف الذي يستوجب المنع من الدراسة.

وبدأت مشكلات الجامعة بمطالبة اتحاد الطلاب قبل عامين بلائحة طلابية لتكون وسيلة الطلاب لتلبية احتياجاتهم والبحث عن حلول للمشكلات التي يعانون منها، والتي تتمثّل، كما يقول أحمد أبو زيد، رئيس اتحاد طلاب الجامعة السابق وأحد المفصولين، في تنظيم جداول الطلاب وإيجاد مقاعد للطلبة في حافلات النقل الخاصة بالجامعة، وغيرها من المشكلات الداخلية.
وأضاف أبو زيد: توجه الطلاب إلى رئيس مجلس الأمناء، محمد فريد خميس، الذي وعدهم بتطبيق اللائحة الطلابية التي يضعونها، قائلاً إن عليهم البدء في وضع بنودها.
وفي صيف 2013 نظّم اتحاد الطلاب عدداً من المؤتمرات والاجتماعات المفتوحة بالجامعة لمناقشتهم في أهم البنود التي يجب أن تتوفر باللائحة، وبعد الاتفاق عليها، جرى عرض ما توصل إليه الطلاب على رئيس الجامعة وقتها، الدكتور مصطفى جودة، لعرض اللائحة الطلابية عليه، مرفقين ذلك بتوقيعات لنحو 2500 طالب بالجامعة من أصل 6000 وقعوا بالموافقة عليها.

لائحة الطلاب
وكان رد رئيس الجامعة عليهم "الطلاب لا يضعون اللائحة، ومجلس الجامعة هو المسؤول عن تحديد بنود تلك اللائحة"، ومع ذلك خرج الطلاب من عنده بوعدٍ أن تتم مناقشة لائحتهم بعد إعداد الإدارة للائحة أخرى وأن تتم المقارنة بين الاثنتين.
وبعد مرور عدة أشهر وعدم إقرار اللائحة، نظّم اتحاد الطلاب حينها تظاهرة للمطالبة بإقرار ما تم الاتفاق عليه، فما كان من رئيس الجامعة إلا أن هدد رئيس اتحاد الطلاب بالفصل قائلاً: "أي مظاهرة تخرج في الجامعة سأعتبرك مسؤولاً عنها، حتى وإن لم تشارك بها"، وهو ما تم بالفعل حين خرج عدد من الطلاب للتظاهر بداية هذا العام رفضاً لتهديدات إدارة الجامعة، فتم فصل رئيس اتحاد الطلاب الذي كان يدرس في السنة الأخيرة بكلية الهندسة فصلاً نهائياً، وفصل 4 آخرين من زملائه لفصل دراسي كامل.

طلاب الجامعة فور علمهم بما حدث لزملائهم، قرروا تنظيم وقفة احتجاجية رفضاً للقرارات التعسفية، وفور وصول خبر الوقفة إلى إدارة الجامعة جرى فصل 13 طالباً آخرين، بتهمة الإساءة إلى الإدارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

فصل تعسفي

ثم جرى فصل 7 آخرين دون تحقيق أو مجلس تأديب بعد وقفة احتجاجية أخرى. وتوالت قرارات فصل أخرى، فقرر الطلاب بعد سلسلة الفصل التعسفي إقامة دعوى قضائية في مجلس الدولة اعتراضاً على تلك الأفعال غير القانونية.
يقول أبو زيد: قرارات الفصل توالت، والغريب أن إدارة الجامعة كانت تذكر في كل مرة تصدر فيها قراراً بالفصل أن ذلك يأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها مصر، وتحاول إضفاء صبغة سياسية على تظاهرات الطلاب، وفي الحقيقة فإن الطلبة يتظاهرون من أجل مشاكلهم الداخلية والتي لم تحل حتى الآن.
إدارة الجامعة نفت فصلها هذا العدد من الطلاب، مؤكدة، بحسب ما يقول أحمد، أن عدد مَن فصلتهم هو 11 طالباً فقط وذلك لإخلالهم بالسلوك الذي يجب أن يتحلى به الطالب الجامعي.

وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، نظّم الطلاب المفصولون مؤتمراً صحافياً بمركز هشام مبارك الحقوقي لتوضيح أسباب فصلهم والتعنت الذي تمارسه الإدارة تجاههم، أكد فيه الطالب المفصول أحمد أبو زيد، أن الجامعة البريطانية ليست بعيدة عن الأحداث التي تجري في الجامعات المصرية الأخرى، سواء الخاصة أو الحكومية، وأن طلاب "البريطانية" هم جزء من الحركة الطلابية المصرية ويواصلون سعيهم السلمي للوصول إلى حقوقهم.

المساهمون