"العربي الجديد" يوثّق انتشال عشرات الجثث في الموصل

"العربي الجديد" يوثّق انتشال عشرات الجثث في الموصل

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
13 يوليو 2017
+ الخط -

قالت مصادر أمن عراقية ومسؤولون في مديرية الدفاع المدني بمحافظة نينوى، إنها تمكنت من انتشال مئات الجثث لمدنيين خلال الـ72 ساعة الماضية، وما زال البحث مستمراً تحت أنقاض منازل الموصل، خصوصاً في مناطق السرج خانة وباب الطوب وباب لكش وباب البيض وباب حديد وبوابة الشام وشارع الفتاح وشارع الأغا والنجفي، وأحياء وأزقة أخرى في المدينة القديمة والأحياء القريبة منها.

ووفقا لضابط في جهاز الشرطة المحلية العراقية، فإن المئات من الجثث تم انتشالها بمساعدة فرق متطوعة وقوات الجيش والدفاع المدني.

ومنعت الحكومة العراقية دخول الصحافيين إلى الموصل مع بدء عملية انتشال جثث الضحايا المدنيين، إلا أن متطوعا من الدفاع المدني تم تزويده بكاميرا من قبل مكتب "العربي الجديد" في بغداد تمكن من التقاط صور لعملية استخراج الضحايا من تحت الأنقاض.

وبحسب المسؤول الأمني العراقي، فإن نحو 470 جثة انتشلت في يومين، جميعها لمدنيين يؤلفون 62 عائلة قضت جميعا تحت الأنقاض.

ويوجد نحو 300 متطوع سمح لهم بالعمل مع قوات الأمن وفرق الدفاع المدني، بسبب العدد الكبير للضحايا المدنيين تحت الأنقاض. وقال مسؤول الفريق الرابع في الدفاع المدني، أحمد عبد السلام، لـ"العربي الجديد"، إن أي آمال بالعثور على ناجين باتت ضعيفة"، مبينا أنه تم انتشال طفلة على قيد الحياة يبلغ عمرها نحو عام واحد من تحت أحد المنازل، لكن ذويها توفوا جميعا.


وأضاف "هناك الكثير من الضحايا تحت الأنقاض، بعض الجثث تفسخ، والآخر ما زال بالإمكان التعرف إلى ملامح أصحابها، ونعمل بواسطة المعاول والجرافات الصغيرة، وقد تستغرق المهمة أكثر من شهر لانتشال جميع الضحايا، مستدركاً "إنها عملية تنقيب عن البشر".

دفنت العائلات تحت الأنقاض (العربي الجديد)


وعن مشاهداته أوضح عبد السلام أن "إحدى العائلات مؤلفة من خمسة أفراد، أب وأم وأطفال ثلاثة وجدوا تحت سقف منزلهم، وقد احتضن بعضهم بعضاً بشكل دائري، وكان المشهد يُبكي الحجر".

مشاهد الموتى تُبكي الحجر (العربي الجديد) 


وأوضح ضابط آخر طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المنازل قصفت بالطائرات، وهذا واضح فالتدمير الكامل لها يؤكد أنها لم تقصف بصاروخ كاتيوشا أو غراد من تلك التي يمتلكها تنظيم داعش، وذات تأثير بسيط لكن ما نراه هو منازل خسفت بها الأرض" وفقا لقوله.

استمرار البحث عن ناجين تحت الأنقاض (العربي الجديد)


وبيّن أنه "يستبعد أن تتهم الحكومة قوات التحالف بالوقوف وراء تلك المجازر، كونها ستدين نفسها في المقام الأول، وتؤكد وحشية التحرير".

وعلى حاجز تفتيش غربي الموصل تجمع مئات المواطنين يطالبون الجيش بالسماح لهم بالدخول للبحث عن ذويهم وأقاربهم.

مراسل "العربي الجديد"، قال إنّ قوات الجيش رفضت إدخالهم وعاملتهم بشكل غير لائق من خلال الشتائم والركل والتهديد بالاعتقال إذا لم يغادروا، بينما طلب من الصحافيين الأجانب المغادرة بشكل ودي، تحت مزاعم أن المنطقة ملوثة، لكن تم طرد الصحافيين العراقيين بعبارات شتم، وهُددا بتحطيم كاميراتهم.

كاميرا الموقع وثقت عملية الانتشال (العربي الجديد)

وكان عضو مجلس محافظة الموصل (الحكومة المحلية) حسام العبار، قد أعلن الخميس أنه تم انتشال 1700 جثة حتى الآن، إلا أن أي تأكيدات للرقم لم تتحقق من فرق الإنقاذ الموجودة داخل الموصل، بعدما تواصل معهم "العربي الجديد" حول ذلك.

انتشال 1700 جثة حتى الآن (العربي الجديد)

عائلة بيت الطحان إحدى العائلات الموصلية القديمة المعروفة قضت كلها في القصف بواقع 33 شخصاً، بينهم 15 طفلا بين فتاة وولد، أصغرهم رضيع في الشهر الثاني من عمره.

جرى استخراجهم بشكل صعب للغاية بسبب ضخامة المنزل الذي دمر بالكامل وأحدث حفرة بقطر 8 أمتار تقريبا في الأرض، ما تطلب عملية بحث ليومين كاملين بهدف استخراجهم جميعا.

"العربي الجديد" وثقت جانباً مما بات يطلق عليه اسم "قيامة الموصل".

عائلة قضت بكاملها تحت الأنقاض (العربي الجديد)




 

ذات صلة

الصورة
اليمن/سياسة/حملة عسكرية-تنظيم القاعدة/24-04-2016

سياسة

أكدت قيادة قوات التحالف العربي، التي تقودها المملكة العربية السعودية، لدعم الشرعية في اليمن، مقتل أكثر من 800 عنصر من "القاعدة"، في الساعات الأولى من عملية عسكرية مشتركة ضد التنظيم في اليمن.
الصورة
اليمن

سياسة

جددت مقاتلات التحالف العربي غاراتها في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث سُمع انفجار عنيف هز أرجاء المدينة، فيما قتل مدنيون في مأرب، في حين قام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بزيارة إلى ميناء الحاويات في عدن.