مشروع يعيد تدوير الملابس القديمة في غزة

مشروع يعيد تدوير الملابس القديمة في غزة

20 أكتوبر 2019
مشروع يتناسب والأوضاع المعيشية الصعبة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة الفلسطيني عطاف حماد، ومجموعة من الشباب الغزي إلى تأسيس مشروعهم الخاص بإعادة تدوير الملابس القديمة أو المستخدمة، اعتماداً على مهاراتها في مجال خياطة الملابس.

ويضم الفريق الذي يحمل اسم "Re Fashion" كلاً من السيدة حماد التي تتولى مهمة تصميم وإنتاج الأزياء، ونادر الجرف الذي يتولى مهمة الإدارة والتسويق، وندى نصار للتسويق، وآلاء المخللاتي وآلاء سحلوب لبرمجة وتصميم الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع.

واستغلت حماد مهارتها التي اكتسبتها على مدار سنوات طويلة في مجال خياطة الملابس عبر دورات تلقتها خلال فترة إقامتها بسورية، أو من تجربتها الشخصية، أو حتى بعد التحاقها في مجال دراسة تصميم الأزياء في إحدى الكليات بغزة، لتطوير فكرتها وصولاً لمشروع متكامل.

وتجمع الفلسطينية أكبر قدر ممكن من الملابس القديمة عبر شرائها من محال البالة المنتشرة في القطاع أو بعض القطع القديمة المتوفرة من الستائر والأقمشة، لتحولها بطريقة فنية وجميلة إلى ملبوسات متنوعة تستهدف بها فئة الأطفال والفتيات والسيدات.

وترجع حماد في حديثها لـ "العربي الجديد" أسباب التوجه نحو إعادة تدوير الملابس للواقع الاقتصادي الصعب الذي يمر بها أكثر من مليوني شخص يعيشون في غزة، إلى جانب تعزيز ثقافة تدوير الملابس القديمة واستغلال القطع القديمة والاستفادة منها في تصميم أزياء جديدة.

مشروع متكامل بين التصنيع والتسويق (عبد الحكيم أبو رياش) 

وتحاول عبر مشروعها أن تجمع ما بين هواياتها ومهارتها التي اكتسبتها على مدار سنوات طويلة، إذ شهدت الآونة الأخيرة إقبالاً كبيراً من المحيطين بها على شراء الملابس التي تعمل على تدويرها، أو إعادة تدوير بعض الملابس الخاصة بهم بطريقةٍ جديدة.

وتبين أنها لا تقوم بشراء أية أقمشة بالية أو قديمة لإعادة تدويرها، وإنما تعمل على اختيار هذه القطع بعناية وحرص شديدين، بما يتناسب مع ما تريد إنتاجه إما من ملابس لأطفال أو بعض الفساتين الخاصة بالفتيات والسيدات بغزة.
الأسعار تناسب ذوي المداخيل المحدودة (عبد الحكيم أبو رياش) 

وعن الفرق بين أسعار الملابس التي يعاد تدويرها والجديدة، تلفت إلى أن الفرق يصل إلى 70 في المائة وهو ما سيوفر على أرباب الأسر ويراعي ظروفهم الاقتصادية، إذ تتراوح أسعار الملابس ما بين 50 إلى 100 شيكل (الدولار =3.50 شيكل).

أما ابنتها ندى نصار والتي تتولى إدارة التسويق في المشروع، فتقول إن المشروع يستمد فكرته من الواقع الذي يعيشه سكان القطاع، وهو الرغبة في شراء أجود قطع الملابس بأقل تكلفة ممكنة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وتضيف نصار لـ "العربي الجديد" أن من أسباب إطلاق المشروع الرغبة في الحفاظ على البيئة عبر إعادة تدوير الملابس وقطع القماش القديمة، وتمكين المرأة عبر محاولة خلق فرص عمل لها بطريقة تساهم في التخفيف من نسبة البطالة.
إعادة تدوير الملابس فكرة تحارب نمط الاستهلاك التجاري(عبد الحكيم أبو رياش) 

وبحسب ندى فإن فكرة إعادة تدوير الملابس القديمة والأقمشة تعتبر حديثة وغير موجود في فلسطين أو العالم العربي، وتطبيقها سيكون أمراً فريداً من نوعاً كونه سيكون مرتبطاً بالإنترنت وبمواقع التواصل الاجتماعي.

ووفقاً لنصار فإن المشروع يتضمن إطلاق موقع إلكتروني خاص يعمل على عرض المنتجات أمام الراغبين في الشراء، إلى جانب قسم خاص بشراء الأقمشة أو الملابس القديمة والمستخدمة، وقسم يقدم ورش عمل ومحاضرات مصورة بالفيديو لتعليم السيدات.

ومؤخراً حقق الفريق المركز الأول ضمن مسابقة ستارت آب ويكند بغزة التي تنظمها شركة غوغل للمشاريع الريادية، وسيغادر الفريق بداية العام المقبل لتمثيل قطاع غزة والمنافسة عالمياً ضمن مسابقة كبرى ستقام في سنغافورة.

المشروع يساهم في نشر ثقافة إعادة تدوير الملابس (عبد الحكيم أبو رياش) 

في الأثناء، يذكر عضو الفريق نادر الجرف الذي يتولى مهمة الإدارة والتسويق في حديثه لـ "العربي الجديد" أن من بين الصعوبات التي واجهت عملهم ربط المشروع بالتكنولوجيا، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة من أجل الوصول للفئات المستهدفة.

ويشير الجرف إلى أن الفترة القليلة المقبلة ستشهد المزيد من التطوير والتوسع في المشروع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعبر الموقع الإلكتروني الذي سيخصص زوايا عدة تدعم الفكرة بشكل كامل وتعمل على نشر ثقافة تدوير الملابس بغزة.

وبشأن الفئة المستهدفة في المشروع، ينبه الشاب الغزي إلى أن التركيز سيكون بشكل أكبر على فئة النساء والفتيات إلى جانب الأطفال، كونها الشريحة الأكثر استخداماً وشراءً للملابس وستراعي الأسعار الواقع الاقتصادي والمعيشي بغزة.

دلالات

المساهمون