مصابو "مليونية العودة" يملؤون مشافي قطاع غزة

مصابو "مليونية العودة" يملؤون مشافي قطاع غزة

14 مايو 2018
توافد المصابين على مستشفى الشفاء في غزة (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
لا تتوقف سيارات الإسعاف عن الوصول بشكل متتابع إلى مجمع الشفاء، أكبر مجمع طبي في مدينة غزة، محملة بعشرات المصابين الذين يجرى نقلهم من المناطق الشرقية للقطاع التي شهدت مشاركتهم في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، تزامناً مع مليونية العودة التي انطلقت اليوم وتستمر حتى الغد.

مشاهد الاستنفار داخل المجمع الطبي الأكبر في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006، ليست بعيدة عن أجواء العدوان الإسرائيلي خلال السنوات الماضية. وما أن تصل سيارة الإسعاف إلى المشفى حتى يجري استقبالها، وإدخال من فيها إلى الخيام التي جرى نصبها قبل يومين من قبل وزارة الصحة بسبب عدم قدرة قسم الاستقبال والطوارئ على التعامل مع أعداد كبيرة من المصابين، في ظل مشاركة الآلاف في مسيرات العودة الكبرى.

وتتسم الأجواء داخل المستشفى بالهرج والمرج الكبير. عشرات الغزيين قدموا إلى المجمع الطبي لمعرفة الحالة الصحية لأبنائهم، أو إلقاء نظرة الوداع على من استشهد منهم نتيجة الإصابات برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ما إن تقوم أجهزة الشرطة الموجودة على بوابة المجمع الطبي بإغلاق البوابة بعد وصول عدد من سيارات الإسعاف المحملة بالمصابين حتى تعاود فتحها مجدداً لاستقبال المزيد، في حين تعمل فيه الطواقم الطبية بإمكانات محدودة نتيجة ندرة الأدوية والمستلزمات.

ونتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين الذين يجري نقلهم إلى المجمع الطبي لم تعد تتسع الأقسام والخيام لهم، ولوحظ استلقاء عدد من المصابين على الأرض بعد تقديم الرعاية الأولية لهم، فضلاً عن حالة تكدس كبيرة للحالات الطارئة داخل غرف العمليات.

يقول الطبيب أيمن السحباني، رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي، لـ"العربي الجديد"، إن "المجمع الأكبر في القطاع، استقبل ما لا يقل عن 350 إصابة منذ صبيحة الاثنين، وهو ما يفوق قدرة المستشفى الاستيعابية. غالبية الإصابات تركزت في الأطراف السفلية، وكثير من الحالات مصابة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي، الأمر الذي أدى إلى انشغال قسم الاستقبال بشكل كبير، في الوقت الذي تتواصل فيه المسيرة ويتواصل توافد المصابين".



ويلفت السحباني إلى أن "كثيراً من المصابين احتاجوا إلى تدخل جراحي تسبب في انشغال قسم العمليات. غرف العمليات مشغولة، وبعض الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل فلا نتمكن من ذلك"، ويشير إلى أن "الطواقم الطبية في مجمع الشفاء تعاني من شح الأدوية والمستلزمات الطبية. نعاني من حالة نقص شديدة غير مسبوقة منذ بداية الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2006".

ويحذر الطبيب الفلسطيني من خروج الأمور عن سيطرة الطواقم الطبية في ظل توافد المصابين نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر للمتظاهرين بالرصاص الحي، في الوقت الذي لم يعد المستشفى قادرا على التعامل مع مزيد من الحالات.

وفي سياق متصل، أطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة نداء استغاثة لدعم المشافي والمراكز الصحية بالأدوية والمستهلكات الطبية بشكل فوري لإنقاذ مئات المصابين.

وشارك عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرات العودة الكبرى التي دعت إليها الهيئة الوطنية العليا ضمن فعالية مركزية اليوم الاثنين وغداً الثلاثاء، إلى جانب ما شهده القطاع من فعاليات متواصلة منذ 30 مارس/ آذار الماضي، في حين يتصدى الاحتلال للمسيرات السلمية بإطلاق النار بشكل مباشر.