فنان تونسي انتقد الهجرة من بين ضحايا المركب الغريق

فنان تونسي انتقد الهجرة من بين ضحايا المركب الغريق

05 يونيو 2018
فارق الفنان الحياة غرقاً (فيسبوك)
+ الخط -


لم تَبُح بعد فاجعة قرقنة وغرق مركب الهجرة إلى حد الآن بكل أسرارها، إذ ينتظر أن يرتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 48 شخصاً.

وتداول التونسيون، مساء أمس، خبر وفاة الفنان الشعبي طارق لغزولي، المتحدر من محافظة تطاوين، في حادثة غرق المركب قبالة سواحل جزيرة قرقنة. وفي تصريح إذاعي، قال صديقه الصحافي رشيد الجراية، إن "لغزولي أصدر العديد من الأغاني عن الهجرة غير الشرعية (الحرقة)"، مشيرا إلى أنه "لم يكن يفكر أبدا في الموضوع".

وأضاف أن حالة اليأس التي يعيشها شباب تونس قد تكون السبب وراء اختيار الفنان الشعبي الهجرة السرية أو ما يعرف في تونس بـ"الحرقة".

ونشر الفنان التونسي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ أشهر صورة له  أمام بوابة المغادرة بمطار تونس قرطاج الدولي في العاصمة التونسية. وسبق له أن تطرق للهجرة السرية ولوعة العائلات في أغانيه. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم انتشال جثة لغزولي والتوجه بها إلى مستشفى بصفاقس.

وشيّعت مدن تونسية عديدة ضحاياها، أمس الإثنين، فيما ألغي ما تبقى من حفلات فنية في بعض المدن وخصوصا تطاوين.

وقالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بتونس، لورينا لاندو: "لا توجد كلمات تصف هذه المأساة، إذ فقد رجال ونساء وأطفال حياتهم بينما كانوا يسعون وراء حلم غير مؤكد بحياة أفضل".

وكشفت المنظمة في بيان لها، أن 1910 مهاجرين تونسيين وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية العام ولغاية شهر مايو/أيار من هذا العام، من بينهم 39 امرأة و307 قاصرين، منهم 293 غير مصحوبين بذويهم، وذلك مقابل 231 مهاجرا تونسيا في الفترة نفسها من سنة 2017.

ودعت المنظمة إلى اتباع الحوار والتعاون للاستجابة بشكل أفضل لتحديات الهجرة ولحماية جميع المهاجرين بغض النظر عن وضعهم القانوني.

من جهته، اعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل أن حادثة غرق مركب قرب سواحل جزيرة قرقنة ينقل مهاجرين سرّيين، كارثة إنسانية تتكرّر من حين إلى آخر تدبّرها لوبيات وشبكات مستفيدة على المستوى الدولي، وتقف أمامها الحكومة متفرّجة عاجزة عن التصدّي لها ووقف نزيفها البشري في ظلّ تنامي تجارة تهريب البشر.

وحمل اتحاد الشغل في بيان له، الحكومة والسلطة المركزية والجهوية المسؤولية كاملة عن تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية ووقوع هذه الكارثة بالذّات بسبب التّغييب الكُلِّي والمتعمّد للأجهزة الأمنية في جزيرة قرقنة، ما حوّلها إلى قبلة للسّماسرة و"الحرّاقة" وكثير من أنواع الإجرام، مطالبا بتأمين حقّ أهالي جزيرة قرقنة في الأمن، وحقّ كلّ التونسيات والتونسيين، وخاصّة في المناطق المحرومة، في تأمين سلامة شواطئهم، وضمان حقّهم في العيش الكريم وفي العمل اللائق.


وأوضحت المنظمة الشغيلة أن هذه الشبكات تتاجر بمآسي الشباب اليائس والباحث عن أيّ حلّ يخرجه من الإحباط وانسداد الآفاق أمامه، نتيجة السياسات الخاطئة والخيارات اللاشعبية المنتهجة، داعيا إلى معالجة ظاهرة الهجرة السرّيّة أو "الحرقة"، وفق مقاربة شاملة لا تعتمد فقط على ما هو أمني، بل ترتكز بالأساس على تحقيق التنمية وإيجاد الحلول الاستباقية ومجابهة البطالة والإقصاء والتهميش.