أقوى من البلديات والمخاتير

أقوى من البلديات والمخاتير

25 ابريل 2016
أعدكم... (عن فيسبوك)
+ الخط -

رئيسة مصلحة مهمّة في البلدية منذ فترة طويلة جداً، وما زالت. لها ولعائلتها نفوذ واضح داخلها، فهم ينتمون إلى واحدة من أكبر العائلات في المدينة. يقولون إنها أكثر نفوذاً من رئيس البلدية بذاته، مع أنهما يبايعان الجهة السياسية نفسها. لكن للحجم العائلي والنفوذ الخدماتي "ثقلهما"، وقد يسبقان الحضور السياسي في أحيان كثيرة.

تأكيداً على هذا النفوذ، حجزت رئيسة المصلحة مكاناً لركن سيارتها تحت المنزل الذي تسكن فيه، وعلّقت إشعاراً بالأمر على شارة تشبه شارات السير. رئيس البلدية نفسه لم يفعل هذا الأمر. حصل هذا رغم أن القانون يحدّد الفئات التي يحق لها بمواقف خاصة للسيارات (بعضها لفترة محددة) وهي الصيدليات، ومكاتب التاكسي، والفنادق، والأشخاص المعوقون. كل ما هو غير ذلك يدخل تحت مظلة الواسطة والمخالفات والنفوذ.

***

صحيح أنه من عائلة معروفة، ووالده كان مختاراً أيضاً، لكنه كان خدوماً. يهتمّ بمعاملات جيرانه ويركض لتسيير أمورهم، مع ابتسامة حاضرة دائماً على وجهه. اتخذ لنفسه مكتباً صغيراً في بناية جديدة في زاروب. وقد تحمّس له أهل المحلّة باعتباره شابا وعمليا وودودا. لم يكن يقبض المال منهم على جميع المعاملات. فقط تلك التي فرضت عليها رسوم وطوابع محددة بموجب القانون.

يومها جرت الانتخابات الاختيارية وترشّح، لكنه رسب. فاز قريب له في الانتخابات. فالقريب كان عضواً في لائحة "السلطة" الاختيارية.

ابتعد عن كل ما له علاقة بالعمل الاختياري. ومن وقتها، لم يسمع أهل المحلّة شيئاً عنه. مع ذلك كلما حضرت سيرته قالوا عنه إنه "آدمي". قوائم السلطة المتحالفة مع بعضها أقوى من الآدميين.

***

لم يكن مختاراً ولن يكون يوماً. مع ذلك ظلّ له نفوذ واسع في المحلة، يعتمد فيه على مؤسسة تجارية ناجحة وبعض الأملاك التي ورثها، وعلاقات سياسية بالسلطة. حتى مخفر المنطقة يراجعه من حين إلى آخر إذا ما احتاج شيئاً له علاقة بسكان المحلة. كانت له دلالة على الجيران، وما زال كذلك حتى اليوم.

في زمن مضى سيطر مع مجموعة من المحسوبين عليه على قطعة أرض تملكها البلدية وبنوا عليها صرحاً دينياً فـ"كسر عين" البلدية، ولم تطالب بالأرض بعدها. فللأماكن الدينية هالتها حتى لو كانت مخالفة.

وبالسياسة، التي شغلته منذ أن كان شاباً، نجح خلال الانتخابات الاختيارية السابقة بتأمين مكان لابنه على لائحة السلطة. نجح الشاب في الانتخابات من دون عناء يذكر، مع أنه لم يكن معروفاً. ولأن "الابن سرّ أبيه" حتى لو لم يكن الوالد مختاراً، سيصنع الشاب حيثيته الحزبية والمحليّة كي يحافظ على الراية ويسلّمها لجيل ثالث في العائلة. من المتوقع أن ينجح مجدداً في الانتخابات القادمة.


دلالات

المساهمون