محمد طاهر... لاجئ أفغاني لم يحقّق أحلامه

محمد طاهر... لاجئ أفغاني لم يحقّق أحلامه

14 ابريل 2020
عاش حياة قاسية (العربي الجديد)
+ الخط -

يشعر اللاجئ الأفغاني محمد طاهر بالأمان في باكستان، إلّا أنّه ينتظر العودة إلى أفغانستان يوماً ما  

حاله حال العديد من اللاجئين الأفغان في باكستان، يرغب محمد طاهر في أن يعود إلى بلاده علّه يتخلص من الفقر والعوز في بلاد الغربة. لكنه يخشى على أفراد أسرته وخسارة الاستقرار إذا ما ترك كل شيء.

يقول محمد طاهر لـ "العربي الجديد"، إن الحياة هنا صعبة للغاية. "الفقر يلاحقني أينما كنت، وحيثما سكنت. أعيش في باكستان فقط لأنها آمنة. أخرج في الصباح الباكر وأعود في المساء وتبقى أسرتي مطمئنة". يضيف أن أقاربه كانوا يعيشون هنا لكنهم قرروا العودة إلى أفغانستان، وخسروا منازلهم وأعمالهم، ظناً منهم أنهم سيؤسسون حياة جيدة في أفغانستان. لكن لم يحصل ذلك، وقد اضطروا مرات عدة إلى النزوح داخل البلاد بسبب الحرب. ولا يريد لأولاده المصير نفسه.



يخرج محمد طاهر عند أذان الفجر متوجهاً إلى سوق الفاكهة والخضار، ويشتري لنفسه بعض الفاكهة، ثم يعود إلى المنزل بعد الثامنة صباحاً. يتناول الفطور مع أفراد أسرته ويستريح قليلاً ثم يخرج عربته الرباعية ويضع عليها الفاكهة وبعض الحلويات التي عادة ما يشتريها الأطفال في الشوارع. ويتجول من شارع إلى آخر. يستريح قليلاً ويتناول الغداء في الشارع. وبعد الغداء يصلي الظهر ثم يستأنف العمل من جديد.

يقول: "منذ نعومة أظافري لم أعرف إلا التعب والعمل الشاق". يضيف أن أكثر ما يحزنه هو عدم قدرته على تلبية احتياجات أطفاله. وفي حال مرض الأطفال أو أي فرد من العائلة، لا يستطيع أخذهم إلى الطبيب. يكسب طاهر يومياً ما بين 500 روبية (أقل من أربعة دولارات) و700 روبية (نحو خمسة دولارات). وكل ما يكسبه يصرفه على أولاده السبعة.

كان يحلم بتعليم أولاده، وحاول تحقيق أمنيته مع ابنه الأكبر هجرت الله الذي درس حتى الصف التاسع. لكن مشاكل أسرته أرغمته على ترك الدراسة والذهاب إلى السوق في مقتبل عمره.
يدرس باقي أبنائه في مدرسة قرب المنزل في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام آباد، حيث يعيش منذ أربعة أعوام. قبل ذلك، كان يعيش في حي كتشي أبادي (قرية الطين)، في ضواحي إسلام آباد التي دمرتها السلطات الباكستانية، ما اضطره إلى استئجار منزل في مدينة راولبندي.



جاءت عائلة طاهر (55 عاماً) قبل خمسة وثلاثين عاماً إلى باكستان، حين اشتدت الحروب. استقرت أسرته بداية في مدينة بشاور في مخيم للاجئين، وامتهن والده أعمالاً عدة، واعتاد طاهر منذ الصغر على العمل ليتحمل مسؤولية الأسرة.

حالياً، يواجه وأسرته في القرية حيث يعيش نقصاً في مياه الشرب. كما أن المنزل الذي يعيش فيه لا يقيه وأسرته برد الشتاء وحر الصيف. لكنه يقول إنه مسرور بالعيش في باكستان، ويأمل أن يحل الأمن في أفغانستان ويعود إلى مسقط رأسه في مديرية إمام صاحب في إقليم قندوز (شمالاً).

المساهمون