تونسيون يطالبون برفع قيود الحجر بالأيام المتبقية من رمضان

تونسيون يطالبون برفع قيود الحجر في الأيام المتبقية من رمضان

15 مايو 2020
الحركة خفيفة (العربي الجديد)
+ الخط -

يتطلع مواطنون وتجار في تونس إلى مزيد من خطوات رفع قيود الحجر الشامل على خلفية أزمة كورونا، وعودة الحياة إلى طبيعتها، خصوصاً أنّ الحركة ترتفع في خلال النصف الثاني من شهر رمضان الذي تنطلق في خلاله التحضيرات للعيد.

بينما يتهيأ المواطنون التونسيون لعيد الفطر في النصف الثاني من رمضان، عادة، باقتناء ملابس الأطفال وإعداد الحلويات والتبضع، فإنّ ذلك مرتبط بقيود الحجر الصحي التي تسبب بها فيروس كورونا الجديد، هذا العام، ما يدفعهم للمطالبة بمزيد من رفع القيود. وبدورهم، يعوّل كثير من التجار على هذه الفترة لتجاوز فترة الركود، وكسب بعض المال بعد الكساد الذي لحقهم جراء الأزمة والقيود المرافقة.

وحددت الحكومة التونسية ثلاث مراحل لرفع القيود تدريجياً، تنتهي المرحلة الأولى في 24 مايو/ أيار الجاري، لكنّ النصف الثاني من رمضان دائماً ما تكون لديه خصوصية لدى التونسي، وتأمل قطاعات عدة في السماح لها بالعمل، ومراجعة الإجراءات المعتمدة كتوقيت حظر التجول ليلاً، لا سيما أنّ كثيرين يفضلون اقتناء حاجياتهم ليلاً، بحكم الصوم والإرهاق الذي يطاولهم نهاراً.

يؤكد التاجر مبروك الصغير، لـ"العربي الجديد" أنّ تونس تنتعش خلال النصف الثاني من رمضان والحركة تنشط، مبيناً أنّه يحمل عدة ذكريات عن النصف الثاني من رمضان، وفيه تعد ربات البيوت الحلويات وتخرج العائلات ليلاً للتبضع، فهي الفترة التي تستعد فيها الأسر للعيد، وهناك أجواء من البهجة التي تدخل إلى البيوت وتغمر التجار. يضيف أنّه يأمل أن ترفع الحكومة بعض القيود لأنّ التونسي يقضي حاجياته خلال هذه الفترة وهناك من يقتني ملابس العيد ويتم إعداد الحلويات خلالها، مشيراً إلى أنّ الحكومة لا بدّ ستبحث عن حلول جديدة لكي تدور العجلة الاقتصادية خصوصاً بعد شهرين من الركود. ويلفت إلى أنّ التجار الصغار يقتنون من المخازن الكبرى وهناك حلقة كاملة وبالتالي لا بدّ من عودة العمل مجدداً. ويشير إلى أنّ الدولة تمكنت من التصدي للوباء وهناك إجراءات هامة اتخذت وقد ساهمت في تحقيق عدة نجاحات وبالتالي فإنّ كلّ طرف قام بدوره، والتونسي يحب الحياة وفي الوقت نفسه سيطبق إجراءات الوقاية.



بدورها، تقول السبعينية زينة الذوادي، إنّ كورونا، لن يغير عادات التونسيين، فالبعض يبحث عن الملابس لأطفاله وهناك من قرر إعداد حلويات العيد في البيت كالمقروض، وبالتالي عليه اقتناء المواد اللازمة. تتابع أنّ الحركة بدأت تشهد انتعاشاً، و"هناك مؤشرات عدة على التحسن، وبما أنّ الأوضاع في تونس جيدة مقارنة بدول عدة فلم لا تعود الحياة؟". وترى أنّ النصف الأول من رمضان مرّ بسلام ويؤمل أن يمرّ النصف الثاني كذلك، من دون تسجيل إصابات، ولهذا يعول كثيرون على مراجعة توقيت حظر التجول ليلاً نحو مزيد من التخفيف، وتعديل إجراءات الحجر الصحي الموجه.



ويؤكد علي، وهو بائع خضار، أنّه لم يعمل خلال النصف الأول من رمضان، لكنّه فتح قبل أيام محله لأنّه لم يعد قادراً على الصمود وإعالة أسرته ودفع الإيجارات. ويشير إلى أنّ هناك عدداً كبيراً من المقاهي والمتاجر وصالونات الحلاقة المغلقة، وأغلبها بالإيجار، وبالتالي، فإنّ على الحكومة أن تراعي هذه الفئات التي لم تعد قادرة على البقاء من دون عمل. ويقول إنّه يعرف صاحب محل حلاقة عاجزاً عن دفع إيجار بيته وهو معرض للطرد إن لم يعمل خلال الفترة المقبلة. يتابع أنّ الأزمة عالمية لكنّ فئات اجتماعية عدة تعاني، وقد حان الوقت لكي يعودوا إلى العمل، والنصف الثاني من رمضان قد يساعدهم.



من جهته، يقول محسن إنّ الوضع تحسن مقارنة بالسابق، فالنتائج الصحية جيدة ويمكن أن ترفع الحكومة بعض القيود المفروضة خصوصاً أنّها لم تسمح لعدد من الأنشطة والمهن كالمقاهي والمطاعم والحلاقة بالعودة للنشاط. ويقول إنّ المواطن ملتزم بما تقرره الحكومة لكنّه يأمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها وتخفف القيود أكثر، خصوصاً مع الاقتراب من العيد. ويلفت إلى أنّ عودة الحياة رهن باستقرار الوضع الصحي في تونس، ومادام هناك نتائج إيجابية إلى حد الآن، فإنّ رفع مزيد من القيود ممكن، خصوصاً في النصف الثاني من رمضان. ويعتبر محسن أنّ الأولويات بالنسبة للتونسي تتغير بحسب الفترة، وهناك كثيرون يفكرون الآن في ملابس العيد والحلويات. الأزمة ستلقي بظلالها على فئات عدة لن تجد المال لاقتناء حاجياتها وسيتخلى كثيرون عن ملابس العيد لأطفالهم، لكنّ الأمل هو في أن النتائج الصحية في استقرار ولا يزداد الوضع تدهوراً".



أما الثلاثيني رمزي، فيأمل أن تستأنف الحياة نسقها المعتاد، فالظروف صعبة وأسعار كلّ شيء باهظة بحكم الأزمة التي مرت بها البلاد. يعوّل على هذه الفترة لرفع بعض القيود والتخلي عن حظر التجول ليلاً، مع مواصلة التقيد بإجراءات السلامة، سواء في المقاهي أو في المطاعم، فأغلب هذه القطاعات تضررت من الركود الحاصل. ويشير إلى أنّ عدداً من القطاعات ينتظر الضوء الأخضر لمعاودة نشاطه، فيما هناك عمال كثيرون يراهنون على الفترة المقبلة ليتمكنوا من تدبر بعض المال لعائلاتهم لا سيما أطفالهم، وبالتالي فإنّ من الضروري أن تراجع الحكومة إجراءات الحجر الصحي مع اقتراب العيد.



لكنّ رأي الستيني منصف ناجي مختلف، فهو مع مواصلة العمل بإجراءات الحجر الصحي الشامل، لأنّ الوضع غير مستقر خصوصا أن كثيرين لا يحسنون التعامل مع الأزمة. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ من الواجب إبقاء الإجراءات على ما هي عليه، فوسائل النقل تشهد اكتظاظاً غير مسبوق بالرغم من التوصيات، وكثيرون لا يستعملون وسائل الحماية. يضيف أنّه مع مزيد من الإجراءات الصارمة وعدم التساهل مع شروط الصحة ومع فيروس كورونا: "أيّ رفع للقيود قد تكون نتائجه وخيمة. الفيروس لم ينتهِ، ونأمل أن يكون الآتي أفضل، لكنّ الحذر مطلوب".

دلالات