موسم البقوليات في فلسطين: علت وخبيزة وأشياء أخرى

موسم البقوليات في فلسطين: علت وخبيزة وأشياء أخرى

26 يناير 2017
للبقوليات فوائد صحية كثيرة (جعفر أشتيح/Getty)
+ الخط -



يشتهر المطبخ الفلسطيني بالأكلات التراثية والشعبية، ومنها البقوليات التي تكثر في فصل الشتاء، مثل العلت والخبيزة والحُميض والسلق والحويرة واللوف والهليون المقرة وغيرها، بالإضافة إلى أعشاب تُشرب مثل الميرمية والزوفة أو كما يسمونها أيضا دقة العدس.

وتتميز البقوليات بسهولة وسرعة طبخها، بالإضافة إلى فوائدها الصحية التي لا تعد ولا تحصى، وهي خير مقاوم لقساوة البرد.

ويستغل الأهالي نهاية الأسبوع للبحث بين السهول والجبال عن خيرات الأرض من البقوليات، ويطلق الفلسطينيون على هذا الموسم "موسم البقوليات".

وتعد الحاجة أم سامر، التي تسكن حيفا (75 عاماً)، وهي من مواليد قرية بالجليل، واحدة من النساء المواظبات على جمع البقوليات بأنواعها وطهيها.

حكت لـ"العربي الجديد"، قصة هذا العشق الذوقي قائلة: "ما زلت وفيّة لعادة التنقيب عن العلت والخبيزة والحويرة واللوف والسلق والحويرة والهليون. أعرف أين مكانها في السهل وهي تكثر في منطقة طبعون بالجليل. أواظب مرة في الأسبوع على الذهاب مع عائلتي لجمعها، وفي حيفا أذهب إلى منطقة النبي شعلان وأجد الخبيزة والعلت والميرمية. وأبنائي تعلموا مني التنقيب عن البقوليات وصاروا يعرفونها".


وأضافت "أما الفطر فأنا لا أشتريه من السوق أبدا، أطبخه فقط في موسمه بالشتاء، وآكل من الذي نجلبه من الجبال والطبيعة. ولا أتذوق الفطر من السوق أبدا".

أما الحاجة أم ماجد (83 عاماً)، وهي من مواليد عكا وتسكن حيفا، فرغم أن صحتها لم تعد تسمح لها بالخروج لجمع البقوليات في موسم الشتاء، إلا أنها ما زالت وفية لطبخها بالمذاق والشكل الذي يحبه الكبار والصغار.

حكت الحاجة قصة عشقها للبقوليات (العربي الجديد)


قالت "في العقد الأخير، لم تعد أوضاعي الصحية تسمح لي بأن أذهب إلى السهول لجمع البقوليات كما اعتدت على فعل ذلك بالماضي، فبجانب سكة القطار بحيفا اعتدت الذهاب إلى هناك وجمع العلت والخبيزة واللوف ولسان الثور فهي موجودة بكثرة، أحضّر بها أكلات تراثية تطبخ بطريقة سهلة وأطعمها لأبنائي ويطلبونها في هذا الموسم، كما أن الأحفاد يحبونها جدا".

وتابعت "للفطر بالسلق حصته في الشتاء، فعندما نخبزه تمتلئ رائحة البيت به، كما هو حال البقوليات التي لا غنى لنا عنها".

أما الكاتبة فاطمة ذياب، من طمرة (65 عاما)، في الجليل، فأكدت على القيمة الغذائية الكبيرة للبقوليات، "لقد حضّروا لي طبخة لوف. فأنا أحبها جدا ولكن لم أطبخها. البقوليات جيدة وخيرها كثير".

وذكرت لـ"العربي الجديد"، أنها تواظب على طبخ جميع أنواع البقوليات، كلما سمح لها الوقت، والجميع يحبونها، من أبناء وأحفاد، فالعلت والخبيزة واللوف ولسان الثور والمرار والمقرة والحُميض ولسان الثور تطبخ بحشوها بالأرز واللحم، أما السلق فنحضره لنصنع منه الفطير، وأطبخه مرة في السنة فقط في موسمه كونه يستغرق وقتاً طويلا للتحضير. هذه طبخات تراثية وشعبية تجذرت فينا وانتقلت إلى أبنائي وأحفادي".