نوستالجيا لمساعدة الأزواج على الصمود في الحجر

نوستالجيا لمساعدة الأزواج على الصمود في الحجر الصحي

08 ابريل 2020
في انتظار الحصول على الخضار (جو رايدل/ Getty)
+ الخط -
ما الذي قد يحدث الآن بعدما بات الأزواج يمضون أوقاتهم معاً في المنزل طوال اليوم؟ سؤال طرحه كثيرون، من بينهم موقع "ذا أتلانتيك". ما حدث أن المشاكل بين الأزواج أصبحت أكثر وضوحاً، بعدما عُزلوا على الأقل أسبوعين في مكان واحد. يقول إليس فنسنت، وهو مسؤول تنفيذي متقاعد في شركة طيران في أستراليا، إنّه يمضي الوقت مع زوجته من خلال الاستماع إليها تسترجع أحداثاً ماضية، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً. ويوضح أنها "قادرة على إثارة كل ما ارتكبْتُهُ من تجاوزات. أعتقد أنها لم تنتهِ بعد".

ليست هذه الطريقة الفضلى للاستمرار في الحجر الصحي. هذا يعني أن الناس يستسلمون للسلبية. والسلبية في الظروف العادية تهدّد الأزواج، بل يمكن أن تكون قاتلة في الأوقات العصيبة. كما أن التأثيرات السلبية تجعل الدماغ أكثر ميلاً للاستجابة للأحداث والمشاعر السلبية أكثر من الإيجابية. باختصار: السيئ أقوى من الخيّر.

وتُظهر الأبحاث أن حدثاً سلبياً، مثل تذكير الشريك بأحداث أليمة، له تأثير على الأقل ثلاث مرات أكثر من أي حدث إيجابي، (مثل استعادة ذكرى لطيفة مع الشريك). للحفاظ على الحب، يجب أن تضع في ذهنك ما يسمّى بالقاعدة الرباعية: أنت في حاجة إلى أربعة أمور جيدة/ إيجابية للتغلب على أمر واحد سيئ/ سلبي، ونظراً إلى كل السلبية التي يعيشها الناس في الوقت الحالي، ومتابعة أخبار مقلقة طوال اليوم، سيحتاج الناس إلى كثير من الإيجابية في حياتهم الشخصية للتعويض.



يتطلّب العثور على الإيجابيات بعض الإبداع خلال الحجر الصحي. لكنّ هناك فرصة في المنزل: مثلاً، استعادة المجموعة الكبيرة من الصور وفيديوهات العطل والنزهات والاحتفالات التي لم يكن لديك وقتاً لرؤيتها. الآن بتّ قادراً على ذلك. ويمكن أن تكون هذه الذكريات مصدراً للإيجابية في أي وقت، ويمكن للأزواج المحجورين في المنزل اللجوء إليها واستعادة الماضي، الذي له تأثيرات إيجابية كبيرة.

كانت النوستالجيا تعدّ علامة على عدم الرضا عن الحاضر، بل كان يُنظر إليه كاضطراب، لكن خلال السنوات الأخيرة، أظهر قسطنطين سيديكيديس وزملاؤه، في جامعة ساوثهامبتون في إنكلترا، أنّ الحنين إلى الماضي ليس مجرد تمرين للاستمتاع بالماضي، بل قد يجعلنا أكثر ارتياحاً في الحاضر وأكثر تفاؤلاً حيال المستقبل.

النوستالجيا قادرة على رفع معنويات الناس، وجعلهم أقرب بعضهم من بعض، وتزيد من شعورهم بالاستمرارية وقدرتهم على إيجاد معنى للحياة. كذلك يمكن أن تحفّز الناس على تحقيق الأهداف. وأظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يسترجعون ذكريات جميلة في غرفة باردة سيشعرون بالدفء. ربّما تكون النوستالجيا حلّاً في هذه الظروف.


دلالات