الكهرباء تضيء ليالي مخيم "الزعتري" للاجئين (صور)

الكهرباء تضيء ليالي مخيم "الزعتري" للاجئين (صور)

15 يوليو 2016
شبكة كهرباء في مخيم الزعتري للاجئين (العربي الجديد)
+ الخط -


يبدد جيش من المصابيح الكهربائية الليل الموحش في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن؛ هو مخيم اللاجئين الوحيد في العالم المزود بشبكة ربط كهربائي.
تنظر إليه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بفخر وتصنفه ضمن جهودها لتوفير أفضل سبل العيش للاجئين، لكن اللاجئين يعتبرونه دليلاً على طول الإقامة وانعدام أفق العودة إلى بلادهم، مع أنهم يشعرون بالسعادة بعدما أصبح التيار الكهربائي منتظماً بعد سنوات من الفوضى والظلام المتقطع.

مساء أمس الخميس، احتفلت المفوضية بشبكة الكهرباء الجديدة التي أنشأتها في المخيم الذي يقيم فيه ثمانون ألف لاجئ، والتي تكفلت بإيصال خطوط الكهرباء إلى جميع كرفانات اللاجئين بشكل آمن، بعدما كانت الأعطال تتسبب بحرمانهم من الكهرباء.
ولخص منسق المخيم، هوفيك يمزيان، لـ"العربي الجديد"، مشروع الشبكة الجديدة، بالقول "اليوم مخيم الزعتري لديه شبكة كهرباء جديدة تخدم كل الأسر، وكل قطاع من القطاعات الاثني عشر في المخيم لديه محول خاص به، نحن اليوم قادرون على اتخاذ قرار بشأن عدد ساعات تأمين الكهرباء، ولم يعد لدينا مشكلة في الصيانة الرئيسية، وكذلك فإن فواتير استهلاك الكهرباء أقل من السابق".
وكانت المفوضية أسست شبكة الكهرباء داخل الزعتري قبل عامين بهدف إنارة الشوارع الرئيسية فقط، لكن الشبكة تحولت من قبل اللاجئين إلى شبكة استهلاك منزلي، بعدما عمدوا إلى توصيل الكهرباء من الأعمدة القريبة إلى كرفاناتهم وخيمهم بشكل غير نظامي يفتقر إلى أبسط معايير السلامة، الأمر الذي نتجت عنه وفاتان بالصعقة الكهربائية وعشرات الإصابات غير القاتلة، وفقاً لإحصائيات المفوضية.



الشبكة الجديدة التي دخلت الخدمة قبل أسابيع، لم تغير من عدد ساعات وصول التيار الكهربائي للاجئين، والمحددة بتسع ساعات اعتباراً من السابعة مساءً وحتى الرابعة فجراً، لكنها تضمن وصول التيار الكهربائي طول الفترة المحددة دون انقطاع "بشكل عادل ومتساوٍ ودون انقطاعات متكررة كما كان يحدث في السابق ويتسبب بغضب اللاجئين" بحسب منسق المخيم.

يستشعر اللاجئون الفرق، لكنهم يأملون زيادة عدد ساعات وصول التيار الكهربائي، أو إعادة توزيع الساعات التسع المحددة لتشمل فترة الظهيرة التي تسجل فيها درجات الحرارة في المخيم المقام في منطقة صحراوية ارتفاعات جنونية.
وقالت اللاجئة السبعينية "أم محمد"، التي كانت تجلس أمام غرفتها المبنية من الصفيح: "الحمد لله، الكهربا هسا أحسن من زمان، أول كانت تيجي ساعة ومرات تيجي دقائق وأقضي باقي الليل في العتمة".
لا يوجد في غرفة السبعينية التي تعيش وحدها، فيما يعيش أولادها الثلاثة المتزوجون مع عائلاتهم داخل المخيم، سوى مصباح كهربائي، تقول "الضو ونس". وهي لا تشكو سوى من ارتفاع درجات الحرارة التي تحول غرفتها خلال ساعات الظهيرة إلى "فرن" كما تصف، وتخطط "أم محمد" لشراء مروحة، تقول "حق (ثمن) المروحة معي وما بصرف منه (..) إن شاء الله لما تيجي الكهرباء بالظهر راح أشتري مروحة تبورد علي شوي".



في الكرفان المجاور لغرفة أم محمد، يقيم اللاجئ مفيد الحمد مع زوجته وأطفاله الثلاثة، وفيما كان يسهر وزوجته تحت ضوء المصباح الكهربائي على مدخل الكرفان كان أطفاله يتابعون الرسوم المتحركة على التلفاز في الداخل.
يدلل على انتظام وصول التيار إلى كرفانه بالقول "كنا وين، وصرنا وين (..)، زمان ما كانت تلحق تيجي الكهرباء حتى تنقطع، من أسبوعين ما انقطعت نهائياً"، في السابق كانت الكهرباء تصله بواسطة سلك كهربائي أو وصلة من عمود إلى كرفانه، وتصله الكهرباء الآن من أقرب نقطة كهرباء بشكل نظامي.
لدى "الحمد" العديد من الأجهزة الكهربائية، إضافة إلى التلفاز وجهاز الاستقبال، توجد لديه ثلاجة صغيرة وخلاط، وشاحن متنقل، لكنه كالغالبية العظمى لا يقتني مروحة.

يتحايل الحمد على ساعات انقطاع الكهرباء نهاراً بالشاحن المتنقل، ويقول "بنبرد الميه في الليل لنشربها ثاني يوم"، لكن تلك الحلول لا تنجح دائماً، فالمياه المبردة تسخن بسرعة ما يضطر اللاجئ لشراء الثلج من المحال التجارية المنتشرة في المخيم، ويقترح تعديلاً على جدول وصول الكهرباء "لو تيجي الكهرباء من الساعة 12 الظهر لحد الساعة 12 بالليل بيكون أفضل، بعد نص الليل بنام ما بتلزمنا الكهربا يخلوا إنارة الشوارع ويفصلوها عن الكرفانات".
ويتحايل أصحاب المحال التجارية المنتشرة في الوسط التجاري للمخيم، والمعروف باسم "الشانزليزيه"، على مشكلة انقطاع الكهرباء خلال النهار من خلال اعتمادهم على مولدات الكهرباء التي تعمل على الديزل الذي تسمح لهم إدارة المخيم بإدخاله.
وتؤكد مفوضية اللاجئين أن مشروع شبكة الكهرباء ليس النهاية، وتشير إلى وجود خطط مستقبلية لتطوير شبكة الكهرباء داخل المخيم بما يؤدي إلى زيادة ساعات وصولها، كما تسعى، وفقاً لمنسق المخيم، إلى التوسع في مشروع الطاقة الشمسية الذي بدأ العمل مؤخراً.

المساهمون