في عيد الأم.... أمهات عربيات يواجهن مصيراً صعباً
وتتشارك الأمهات في مجمل القضايا التي تمس حياتهن. يعشن الأمومة بصعوباتها وسهولتها، ويسعين بحسب قدراتهن وإمكاناتهن إلى تحسين حياة أطفالهن وأسرهن، يطالبن بالدعم والمساعدة جهارا حينا، ويصبرن وينتظرن ذلك أحيانا.
ويضفي استعراض حال الأمهات في بلداننا العربية اليوم صورة قاتمة على المشهد. فالنزوح والتهجير والخوف ينال من ملايين الأسر في أكثر من بلد عربي، وهو واقع قسري ظالم بكل المقاييس يحرم الأمهات والجميع من أبسط الحقوق الإنسانية.
ويحرم الأسر والاعتقال أمهات كثيرات من عيش أمومتهن. في حين تعرقل مشاكل الزواج والطلاق والحضانة والجنسية للأبناء حياة أخريات، وتحول العادات والتقاليد في أكثر الدول العربية من تحقيق طموحات الأمهات في حماية أنفسهن من العنف والزواج المبكر وحقهن في العمل والحرية في الاختيار والتعبير.
الأم تصبح أماً أفضل كلما تحسنت ظروف حياتها، وهذه ليست مسؤولية فردية وأسرية بل مسؤولية مجتمعات وحكومات عليها أن تعتني بالإنسان عموماً وبالأمهات على وجه الخصوص كي تنشئ أجيالاً قادرة على بناء الأوطان.
هي الحرب التي أهلكت أمهات العراق ودمرت أسراً وهجرت ملايين الناس. والحرب تهمش القضايا والمطالب وتؤجل طرحها، لذلك تحمل الأم العراقية أبناءها وتتنقل بهم بين مراكز الإيواء والمخيمات هرباً من القصف والمعارك، مجبرة على السكوت عن أسوأ أحوال تمر بها، لكي تحمي أبناءها من الموت إن استطاعت. (علي يوسف/فرانس برس
أنهكت الحرب في سورية على مدى ست سنوات شعباً بكامله، وحولت أعداداً كبيرة من الأمهات إلى أرامل وثكالى. حرب استنزفت القدرات وأجبرت سكان مدن وقرى على النزوح والهجرة بحثاً عن الأمان.(سبنسر بلات/Getty)
شاركت الأم المصرية في الثورة ودعت للتغيير وساهمت فيه. وتحملت وتتحمل نتائج المناداة بمحاربة الفساد والظلم والقمع، لذلك نراها تارة قيد الاعتقال، وتارة تنتظر موعد زيارة زوجها أو ابنها في مراكز التوقيف والاحتجاز.اعتادت الأم المصرية على السعي خلف حقوقها التي لا تأتي إلا بشق النفس. معارك تخوضها لتعليم
تكبل الحرب في اليمن الأمهات، وتجعلهن عاجزات أمام جوع أبنائهن. يحاولن الهرب من القصف والموت الذي ينال من الأسر ويهدم كيانها.حال الطوارئ أعلنت في اليمن، والإنذار الدولي بحلول المجاعة فيها تردد أكثر من مرة، والإعلان عن تفشي الأمراض والأوبئة تكرر مرات. ولن تستعيد أمهات اليمن حياتهن الأسرية الطبيعية إلا
الأمهات في لبنان يرتبط مصيرهن حكما بكل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعمق أزمات البلد. والأسرة اللبنانية نموذج مصغر للواقع العام والأشمل، لذلك تنشغل الأم في هموم تعليم أولادها، وعملهم لاحقا، وفي تدبير شؤون عائلتها والخدمات الأساسية لها وسط الغلاء وارتفاع أكلاف المعيشة. يضاف إلى ذلك
دور الأم المغربية يبرز واضحاً مع النهوض بأحوال الأسرة في البلاد، فهي المساهمة في تعليم الأبناء وخفض مستويات الأمية، خصوصا في الأرياف، وهي العاملة في أبرز قطاعات التصنيع والزراعة، وهي المشاركة في تحركات المطلبية الطامحة إلى تحسين ظروفها وظروف عائلتها. (عبد الحق سينا/فرانس برس)
أمهات فلسطين يواجهن يومياً حرباً مباشرة أو مستترة مع العدو الإسرائيلي. هي الأسيرة التي يحرمها الاحتلال من رؤية أبنائها، وهي أم الأسير التي تحرم من زيارته وتعد اللحظات انتظاراً لخروجه من الأسر، وهي أم الشهيد التي تربي أبناءها على الدفاع عن وطنهم. (سيف دحلة/فرانس برس)
أمهات تونس يساهمن في نهضة البلاد، ويشاركن في الحياة العامة. ولكن تبقى الأم التونسية بحاجة لمزيد من القوانين التي تحميها، ومنها تعديل إجازة الأمومة لتصبح أكثر إنصافاً، إضافة إلى تحسين شروط العلاج والرعاية الصحية للأمهات والأبناء.وضمان الحياة الأسرية الأفضل يحتاج إلى توفير التعليم والتثقيف للأمهات،
يزداد واقع الأمهات صعوبة في السودان مع الاتجاه نحو الجنوب. وطالما تتقاطع مطالب وحاجات النساء في البلدان العربية، وخصوصا الأمهات منهن، لذلك تتشابه قضايا الأم السودانية مع غيرها من الأمهات العربيات.ولكن الصعوبة القصوى تتركز في الجنوب، مع الحرب والجوع وتبعاتها التي تدمر مستقبل البشر التعليمي والصحي
