وفاة الشريف قاهر رئيس لجنة الإفتاء الجزائرية

وفاة الشريف قاهر رئيس لجنة الإفتاء الجزائرية

23 ديسمبر 2016
الشريف قاهر (العربي الجديد)
+ الخط -


توفي اليوم بالجزائر رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الأعلى الإسلامي، العلامة محمد الشريف قاهر، عن عمر يناهز 83 سنة، بعد تعرضه لوعكة صحية ألمت، وبعد مسار علمي طويل.

ويعد محمد الشريف قاهر أحد أبرز علماء الدين الإسلامي في الجزائر. ولد في يناير/كانون الثاني 1933 في بلدة تامرقرة، من عائلة تعيش على الفلاحة، وبدأ تعليمه في سن مبكرة في مسجد وكتاب البلدة، حيث حفظ القرآن، قبل أن ينتقل للدراسة في المدارس الفرنسية.

عام 1952 انتقل للدراسة في جامع الزيتونة بتونس، حيث تتلمذ في الشريعة على يد الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، وحصل على شهادة الأهلية في 1954، وعلى شهادة معادلة للباكالوريا عام 1957، وعلى الشهادة العالمية في الشريعة في 1959.

عند تخرجه كانت الجزائر ما زالت تحت الاستعمار الفرنسي، وانتدبته الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في بعثة علمية إلى كلية الآداب ببغداد، وتتلمذ بعدها على الفقيه الجزائري الشيخ محمد الطاهر آيت علجت.

شارك قاهر في ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وبعد استقلال الجزائر عارض انقلاب الجيش بقيادة قائد الأركان، هواري بومدين، والرئيس أحمد بن بلة على الحكومة المؤقتة في صيف 1962.

لم يعرف للشيخ مواقف سياسية أو انتماء حركي، لكنه انتمى إلى جمعية القيم التي تأسست عام 1963، وهي الجمعية التي قرر الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة لاحقا تجميد نشاطها عام 1964، بسبب موقفها من اعتقال السلطات المصرية للعلامة سيد قطب، وقيامها بحملة ضد الحكم عليه، ومراسلتها الرئيس جمال عبد الناصر لمطالبته بالافراج عنه وإلغاء الحكم.

ودفع هذا الموقف السلطات الجزائية إلى تغييب قاهر من المشهد، رغم جهوده التعليمية، حيث شارك في تأليف الكتب المدرسية لسنوات، لكنه عاد مع وزير الشؤون الدينية الراحل، مولود قاسم، في بداية السبعينيات من القرن الماضي، بعد قرار الحكومة توحيد التعليم في الجزائر.

وحصل الراحل على الدكتوراه في الأدب الأندلسي من جامعة الجزائر عام 1972، وتم تعيينه أستاذا بكلية الآداب، وساهم في تأسيس المعهد العالي لأصول الدين، ثم كان مديرا له.

وكان قاهر مشاركا فاعلا في كثير من ملتقيات الفكر الإسلامي التي كانت تنظمها الحكومة الجزائرية، وأصدر عدة كتب أدبية ودينية بينها كتاب "ديوان لسان الخطي"، وحقق كتاب "الأنوار في آية النبي المختار" في ثلاثة أجزاء للشيخ عبد الرحمن الثعالبي، وشارك في إصدار كتاب "مشاهير المغاربة"، قبل أن يعين رئيسا لمجلس الإفتاء، كما كان أبرز المرشحين لتولي منصب مفتي الجزائر.

عرف عن الشيخ الشريف قاهر ابتعاده عن التجاذبات السياسية التي شهدتها الجزائر، لكنه تعرض كغيره من علماء الجزائر الوسطيين لتهجم التيار السلفي المتطرف في التسعينيات من القرن الماضي، والذي كان ينظر إلى قاهر وغيره على أنهم علماء السلطان.




المساهمون