حملة واسعة للضغط على إسبانيا للتحقيق بمقتل "فلويد المغربي"

حملة واسعة للضغط على إسبانيا للتحقيق في مقتل "فلويد المغربي"

15 يونيو 2020
مطالبة السلطات الإسبانية بفتح تحقيق في وفاته (Getty)
+ الخط -
أطلقت هيئات حقوقية مغربية، حملة واسعة للضغط على السلطات الإسبانية لفتح تحقيق في فيديو مقتل شاب مغربي، في يوليو/تموز من السنة الماضية، في مركز احتجاز للقاصرين، وأطلقت عليه وسائل إعلام إسبانية لقب "فلويد المغربي".

وطالبت العصبة المغربية لحقوق الإنسانّ، أقدم هيئة حقوقية غير حكومية في المغرب، اليوم الإثنين، السلطات الإسبانية، بفتح تحقيق في ملابسات مقتل الشاب المغربي إلياس الطاهري (18 عاماً) في مركز احتجاز القاصرين في مدينة ألميريا جنوب شرقي إسبانيا، على أيدي 6 من عناصر الشرطة الإسبانية، وذلك اختناقاً خلال محاولة تثبيته، على طريقة مقتل الأميركي جورج فلويد.

كما طالبت الهيئة الحقوقية، في رسالة وجهتها إلى السفير الإسباني في الرباط، واطلع "العربي الجديد" على نسخة منها، "باتخاذ اللازم في حق كل من ثبت تورطه في القضية، وإعادة السلام إلى روح الفقيد عبر تحقيق العدالة"، مبدية استغرابها من تعامل القضاء الإسباني بمنطق وصفته بـ"التمييزي" مع قضية الشاب إلياس.

وقالت الهيئة في رسالتها، إنه "من خلال الشريط الذي تتوفر على نسخة منه تبينَ كيف اقتاد مجموعة من حراس المركز الضحية مقيد اليدين إلى غرفة، حيث تم طرحه على الفراش، ثم الضغط بركبهم على ظهره ورقبته لعدة دقائق، ما تسبب في اختناقه ووفاته"، مشيرة إلى أن "المعلومات المتوفرة تؤكد أن القضاء الإسباني حفظ الملف في يناير/كانون الثاني الماضي، بعدما استنتج أن الوفاة كانت بسبب "حادث عارض"، وأن الحراس طبقوا البروتوكول المعتمد في مثل هذه الحالات بشكل صحيح. كما أن تقرير الطب الشرعي استبعد الاختناق كسبب للوفاة، وأرجع السبب إلى عدم انتظام ضربات القلب، غير أن الفيديو الذي نشره الإعلام الإسباني، الأسبوع الماضي، فنّد كل هذه الادعاءات".

وقال رئيس الهيئة الحقوقية، عادل تشيكيطو: "مع الأسف، يبدو من خلال الفيديو المنشور أن القضاء الاسباني تعامل مع قضية الضحية إلياس الطاهري بمنطق تمييزي. كما يبدو من خلال المعطيات تواطؤ أطراف عدة، بما فيها القضاء والطب الشرعي ومركز الإيواء، وذاك بطمس الحقائق وعدم تفعيل مبدأ المساواة أمام العدالة كما تنص على ذلك قوانين إسبانيا والمواثيق الدولية، من جملتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية، والاتفاقية الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز العنصري".

وأوضح تشيكيطو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن على السلطات الإسبانية أن تفتح تحقيقا في ملابسات القضية، واتخاذ المتعيّن في حق كل من ثبت تورطه في القضية، وإعادة السلام إلى روح الفقيد عبر تحقيق العدالة.

في السياق، اعتبرت الهيئة الديمقراطية المغربية لحقوق الإنسان، في بيان لها، أن أي اعتداء على المدنيين الأبرياء هو جريمة لا يمكن السكوت عنها، وأن العنصرية تتنافى مع الإنسانية، محذرة من توظيف الحدث في إذكاء العنصرية، وتأجيج مشاعر الكراهية ضد المغاربة خصوصا والمهاجرين عموما، ومبدية استغرابها من غياب أي رد فعل دبلوماسي للخارجية المغربية.


وفيما قرر محامون وسياسيون وجمعيات المجتمع المدني في المغرب وإسبانيا، تقديم شكوى أمام القضاء الاسباني من أجل إعادة فتح تحقيق في القضية، مشكلين ائتلافا للدفاع عن الشاب المغربي باسم "العدالة من أجل إلياس"، وقّع مئات المغاربة والإسبان، عريضة إلكترونية تطالب سلطات مدريد بإعادة التحقيق في مقتل الشاب المغربي. كما دعا نشطاء مغاربة، في مواقع التواصل الاجتماعي، وزارة الخارجية المغربية، إلى الضغط على السلطات الإسبانية، والتدخل لتحقيق العدالة.

وكانت "صحيفة "ألباييس" الإسبانية قد نشرت شريط فيديو يوثق واقعة قتل الشاب المغربي في مركز لإيواء القاصرين في مدينة ألميريا، بطريقة مشابهة لوفاة المواطن الأميركي جورج فلويد على يد شرطي في الولايات المتحدة.