أمهات الأسرى ينتظرن ترامب بخيمة الاعتصام في بيت لحم

أمهات الأسرى ينتظرن ترامب في خيمة الاعتصام بساحة كنسية المهد ببيت لحم

23 مايو 2017
يطالبن بزيارة أبنائهن في المعتقلات (العربي الجديد)
+ الخط -

أمضى عدد من أمهات الأسرى ليلتهن في خيمة الاعتصام المقامة في ساحة كنيسة المهد، وسط مدينة بيت لحم، في جنوب الضفة الغربية المحتلة، في انتظار وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي من المقرر أن يزور المدينة، اليوم الثلاثاء.

تنتظر أم سالم عبيات زيارة ترامب على أحرّ من الجمر، تظن أنها ستقدر على إيصال رسالتها للضيف، وتقول لـ"العربي الجديد" إنها تأمل أن تحمل زيارة ترامب الحلول لقضية الإضراب والاستجابة لمطالب الأسرى الفلسطينيين، وأن يعيشوا في السجن وفق القوانين والحقوق المكفولة دوليا.

وتبدو أم سالم متعَبة، ويظهر عليها الإعياء، عدا عن أن القلق يراودها بعد 37 يوما من إضراب ابنها، المحكوم بالسجن 12 عاما، وشقيقها ناصر عبيات المحكوم بأربعة مؤبدات و25 عاما. وما زاد وجعها ألماً، أنها أمضت ليلة باردة وهي تعاني من وعكة صحية منذ أيام عدة.

تحبس دموعها، ثم تستجمع قواها وكلماتها وتقول إنها ستطلب من ترامب أن ترى ابنها، كون سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض عليها منعا أمنيا من ستة أعوام، ولا تسمح لها بزيارة ابنها، ولا شقيقها، وتقول لترامب "تخيّل لو إنك ممنوع تشوف ابنك".


إلى جوار أم سالم، تجلس في الخيمة والدة الأسيرين ناصر المحكوم مدى الحياة، إضافة إلى أربع سنوات أخرى والمضرب عن الطعام منذ 40 يوما، بعد عزله بتهمة التحريض على الإضراب، وخالد دار صلاح المحكوم بعشر سنوات. وتقول إنها أمضت ليلتها لتخبر العالم أنها وأمهات الأسرى سيمكثن في الخيمة ليل نهار في خطوة احتجاجية أولى، وأنهن سيضربن عن الطعام خلال الأيام المقبلة، ما لم يستجب الاحتلال لمطالب أبنائهن.

تتوقع أم ناصر أن يزور ترامب أو أحد أفراد عائلته كنيسة المهد، وتقول لـ"العربي الجديد" إنها ستبقى هناك حتى تسأله عمّا إذا كان يقبل أن يسرق أحد بيته، أو يسجن ابنه، ولا يدافع عن أرضه ووطنه؟

يؤكدن على أحقية مطالب الأسرى ورفعها للمسؤولين(العربي الجديد) 



تريد تلك الأم المحمرة العينين من قلة النوم في الخيمة، أن تخبر ترامب عن وضع الأسرى في السجون، وعن وضع الأمهات في الزيارات وما يتعرضن له من إذلال، وعن الحواجز، وعمليات الرفض الأمني، وتريد أن تخبره أيضا أن الاحتلال يفرض عليها منعا أمنيا هي وأفراد عائلتها ولا يسمح لها بزيارة ابنها إلا مرتين في السنة.

وتنوي أم ناصر أن تطلب من ترامب أن ينظر في قضية الأسرى، وأن تقول له: "لا توجد دولة في العالم يسجن فيها أحد فوق 30 عاما، غالبا ما يمنح الأسرى عفوا بعد 20 عاما من الأسر، يجب أن تعمل على إطلاق سراح أسرانا من السجون".


يلقين اللوم على اللجنة الدولية للصليب الأحمر وينتقدن تقصيرها (العربي الجديد) 


الصليب الأحمر الدولي لا يتعاون مع أهالي الأسرى، تؤكد هذه الأم، ولا يقوم بواجباته تجاههم، وتراه مقصرا لأبعد الحدود، وتطالبه بتحمل مسؤولياته كما يفعل في كافة دول العالم "بدنا ولادنا أحياء وليس في توابيت" تختم أم ناصر حديثها.


أما أم الأسير رأفت القروي، المحكوم 15 عاما، فقد جاءت من رام الله لتبيت في خيمة المهد، لمساندة أمهات أسرى بيت لحم، لكنها لا ترحب بزيارة ترامب، كونها لن تغير شيئا من الواقع بحسب قولها، ولأن يد الضيف ممدودة إلى الاحتلال فقط.

وتقول لترامب: "تخيل أن ابنك في الأسر، وابن ابنك يطلب رؤيته ماذا ستفعل؟ وكيف سيكون شعورك؟ لو أراد ابن رؤية والده المعتقل ماذا تقول له؟".

يجب على ترامب، بحسب أم رأفت، كي يكون مرحبا به، أن يضع الأسرى على جدول أولوياته. وتطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يأخذ موقفا حاسما أمام ترامب تجاه قضية الأسرى.